بقلم : وفاء قشبال
هل أمطار الغيث يمكن ان تغرق مدينة بأكملها؟؟؟ حاشا لله بل الغيث غيث وكله خير وفائدة عامة للبلاد و العباد، فكيف إذن نتهم الامطار التي تهاطلت اليوم الخميس (23 فبراير2017) بأنها أغرقت سلا ؟؟؟؟. نخرج فرادا وجماعات لقراءة اللطيف و نصلي صلاة الاستسقاء في كافة مساجد المملكة، وعندما يرحمنا الله بالغيث نتهم الأمطار بإغراق مدينة بأكملها، متى نتحلى بالجرأة لنسمي الاشياء بمسمياتها على الاقل.فلنوجد بنية تحتية بمواصفات علمية دقيقة قبل أن نخرج لطلب الأمطار من أجل موسم فلاحي جيد.
صور مدينة سلا اليوم، التي اجتاحت “الواتسبات” قبل الحسابات الفايسبوكية و التغريدات ، عرت عن فضيحة معتادة على أية حال ليست الاولى من نوعها و لن تكون الاخيرة يقينا، صور مستفزة،أكثر من معبرة عن مجمل الخسائر المادية التي تعرضت لها الساكنة السلاوية بالخصوص، بتهاطل 70 ملمتر من الأمطار في أقل من 4 ساعات فقط.
4 ساعات كانت كافية لتشل الحركة بمدينة من حجم مدينة “سلا” وهو ما دفع أصابع الاتهام توجه مباشرة للطراموي والأشغال المترتبة عنه و التي لم تنهي الكثير من الجماعات الاشغال على طول الشوارع التي يقطعها خط الطراموي للان. أحياء بكاملها،المدارات الطرقية و المنازل ، المقاهي،المتاجر… و حتى محطة القطار أضحت محاصرة بالمياه بل وانقطع الوصال بين العدوتين المتحابتين الرباط وسلا التي استبشرت ساكنتهما خيرا بخطي الطراموي 1 و 2 الذي يربط بينهما، حيت توقف الخطان اضطراريا منذ الساعة الواحدة زوال.
وبالرغم من تدخل رجال الوقاية المدنية وتشكيل ما يعرف عادة بخلية أزمة على مستوى مدينة سلا و الاقليم ككل،إنما هذا لا يمكن ان يخفي حقيقة البنية التحتية “المختنقة” لهاته المدينة العريقة و التي تعج بالاحياء السكنية و المشاريع التجارية و الاستثمارية (التقليدية منها و العصرية) فهل تشكيل و اجتماع هاته الخلية من أجل وضع حلول حاسمة ،حماية لاروح و ممتلكات الساكنة السلاوية، أم فقط هي خلية كغيرها، لطلب الألطاف الإلاهية، في انتظار أن تشرق شمس الربيع القادم لتجفف ما غمرته مياه الامطار اليوم، ويطوى الموضوع إلى العام المقبل … وكل غيث و أنتم بخير.