اختارت منظمة العفو الدولية – المغرب شعار“مغرب بلا رقابة” للمشاركة في الدورة 23 للمعرض الدولي للنشر والكتاب المنعقد في الفترة من 9 إلى 19 فبراير 2017، بمدينة الدار البيضاء.
وتسعى منظمة العفو الدولية من خلال مشاركتها في المعرض إلى رفع الوعي حول حرية الرأي والتعبير وما تعانيه اليوم من محنة غير مسبوقة في المغرب ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وكانت منظمة العفو الدولية في الفترة الأخيرة قد أبلغت عن بواعث قلقها البالغ حيال التضييق المستمر ضد الصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمجتمع المدني والمعارضة السياسية.
فقد حاكمت السلطات صحفيين رأت أنهم أهانوا شخصيات هامة ومجموعات ومؤسسات الدولة وسجل الحكومة في مجال حقوق الإنسان، وأدانت بعضهم بتهم حق عام، يبدو أنها ملفقة، واستمرت السلطات في شد الخناق على دعاة حقوق الإنسان والناشطين الفنانين وأخضعت بعضهم للمقاضاة وتقييد حرية التنقل.
وتدعو منظمة العفو الدولية السلطات المغربية أن تلغي التشريعات التي تجرم الحق في حرية التعبير من المدونة الجنائية، ووضع حد لإدانة الصحفيين لمجرد ممارسة عملهم، والإفراج عن أي شخص احتجز بسبب تعبيره عن أفكاره. وفي نفس الإطار، كانت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان على إثر دورتها الأخيرة في شهر نونبر الماضي قد عبرت بدورها عن مخاوفها بشأن انتهاك حقوق الخصوصية بسبب عمليات الرقابة التي تستهدف الصحفيين والمدافعين والمدافعات عن حقوق، والمصنفين على أنهم معارضون سياسيون، ونبهت في العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية بشأن الحق في الخصوصية ومبادئ القانون، وحثت على إنشاء آلية مستقلة للمراقبة لمنع الانتهاكات.
وفي السياق الراهن الذي يشهده المغرب، ومع تقلص المساحة المتاحة لحرية التعبير وقبول الاختلاف، والتضييق على الكتاب والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، أصبحت الحاجة ملحة لفتح أفق ثقافي جديد ينبني على التزام مشترك قائم على القيم الإنسانية المشتركة، إذ أن التحديات العالمية في عالم يزداد ترابطه، قبل التحدي الذي يمثله الأمن أو الكراهية أو التطرف، تتطلب استجابات قائمة على القيم العالمية لحقوق الإنسان، ويؤدي الكتاب والمثقفون والصحافيون دورا حاسما في هذا الصدد عن طريق تسخير أقلامهم وإبداعاتهم في تعزيز الوعي بحقوق الإنسان ونشر القيم الإنسانية وإثراء التنوع الثقافي.
وفي هذا الصدد، تهيب المنظمة من منبر المعرض الدولي للكتاب بكل الكتاب والمبدعين ورجال الفكر والمواطنين العاديين وبكل المدافعين/ات عن حقوق الإنسان بالوقوف صفا واحدا في هذه المعركة الأساسية، فلا ديمقراطية ولا تنمية بدون احترام حقوق الإنسان، وفِي مقدمتها حرية التعبير والرأي.
هذا، ويقدم رواق منظمة العفو الدولية في المعرض طيفا متنوعا من الإصدارات بدءا من التقارير القطرية والموضوعية إلى دلائل التربية على حقوق الإنسان وكتابات خاصة بالأطفال، وتراهن وراء ذلك أن يكون رواقها فضاء للحوارات التفاعلية بين الكتاب والمدافعين عن حقوق الإنسان، ومنتدى ثقافي للطلبة والتلاميذ وأندية حقوق الإنسان في المؤسسات التعليمية.