إلى القاضي الهيني ولد الشعب وجبالة بني زروال

بقلم : مصطفى المريزق

 

ما كان على والدك أن يرسلك إلى المدرسة، وما كان على أمك أن تربيك على العز، وما كان على معلمك أن يعلمك الحروف الأبجدية، وما كان على أستاذك أن يدرسك مقدمة ابن خلدون ولا روح القوانين عند مونتيسكيو ولا العقد الاجتماعي عند روسو ولا الحرية والديمقراطية عند ألكسيس دو طوكفيل. وما كان على حافلة الغزاوي أن تنقلك من “باب الكيسة” إلى “سوق الأحد بغفساي بني زروال” في كل عطلة…
لا، لا، لا..كان عليك أن تنتظر ان ينادوك للتجنيد الإجباري لتكون رجلا، فحلا، عسكريا مثل كل أبناء قبيلتك..أو تهجر للدار البيضاء “لتضرب البورشمان” مثل أقرانك..
لماذا خرجت عن الصف أيها الجبلي؟ لماذا تميزت عن أبناء جلدتك حتى جبتيها فراسك؟ لماذا ذهبت إلى الجامعة لتفسد عليهم قوانين مدرجاتهم وساحاتهم؟ لماذا قبلت بإتمام الدراسة في سلك القضاء وأنت تعلم قصص وروايات قضات بني زروال عبر التاريخ؟
لماذا تبعت طريق الجامعي والمهداوي والبقيوي؟ لماذا قصحت رأسك ولعبت فيها دور ذلك الجبلي وقصته مع أغنان؟ لماذا عاكست رئيسك ووزيرك والمؤسسات التي هي أكبر منك؟
يكفي أن بلادك جعلت منك قاضيا وأنت الجبلي المنحدر من غفساي..ماذا تريد؟ أكثر من هذا؟ بغي تريش ياك السي الأستاذ الهيني؟
أدخل سوق راسك، واعطي التّيساع للسياسيين والحقوقيين والصحفيين، وإلى معجبكش الحال..أرض الله واسعة، خوي لبلاد.
وفي انتظار التشفي في سلوكاتك من طرف أبناء قبيلتك ووطنك، راجع نفسك واحمد الله أن زوجتك بجانبك ووالدتك تدعي لك.
ختاما، ما كان على العلم أن يغويك، كان عليك أن تترك العلم والقراية وداك الفهامة لأصحابها. ولكن ما عليش ماشي أنت الأول..ربي كبير دابا يفكر فيك إنشاء الله شي نهار..

 

شاهد أيضاً

“آخر المعجزات” نص مفتوح

عبده حقي أتجول بين كروم الوجود المتشابكة، حيث تتشبث المعجزات بحواف الواقع مثل الندى على …