وفاء قشبال (أرشيف 2011)
قد يكون إقرار إدارة المهرجان بالتقصير أو السقوط في العديد من الهفوات من الناحية التنظيمية، درب من دروب الموضوعية والشفافية ، إنما هدا لا يعني أن التقصيرفي الميزانية المرصودة للمهرجان، أو في الدعم اللوجستيكي الذي يقدمه العديد من الشركاء الداعمين للمهرجان . و من جهة أخرى يجب ألا ننسى على أن بلادنا حديثة العهد بثقافة المهرجانات، والمهرجانات السينمائية على الخصوص، وبالتالي لا أقل أن نشجع هاته الثقافة ، ونتجاوز بعض الهفوات البسيطة، على اعتبار أن المهرجان الدولي لفيلم المرأة ، لم يتجاوز الخمسة سنوات من عمره، وحتى جهازه الإداري لا يزال يحقق تراكمات تغني تجربته من دورة إلى أخرى، أما لمن يحب أن يسبح في الخيال، ويذهب إلى مقارنة هذا المهرجان بمهرجان” كان ” الفرنسي ، الذي بلغ اليوم الدورة 64، بعد انطلاق دورته الأولى سنة 1946 بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، أو بمهرجان برلين السينمائي الدولي، الذي انطلق مند سنة 1951، أو كذلك مهرجان فينسيا السينمائي الدولي، أقدم مهرجان سينمائي في العالم، والذي أسسه جوزيبي فولبي بإيطاليا عام 1932 ، أو…… فلن نحتاج للتذكير بأن هاته المهرجانات ، ترصد لها ميزانيات مخيفة ومرعبة، إذ لا مجال للمقارنة نهائيا.
وحتى بالنظر إلى المهرجانات المنظمة من طرف الدول العربية الشقيقة، نجدها راكمت تجربة العشرين سنة كحد أدنى، وهنا نذكر ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ على أن مهرجان الإسكندرية لدول حوض البحر الأبيض المتوسط، قد أعلن عن تنظيم دورته 27 هاته السنة في الخامس من أكتوبر الجاري.
وبالتالي فعملية النقد والانتقاد، ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار ، أن هاته المبادرة في مجملها لا تزال في المهد، وبحاجة إلى مزيد رعاية وتشجيع ، ريثما تصل إلى مرحلة النضج مع توالي الدورات ، وإن كان من الواجب الوقوف على الأخطاء و الهفوات، فمن أجل التقويم والتصحيح ، أي النقد البناء المتوازن، الذي يراعي جميع الاعتبارات.
إنما ما لا يمكن أن نقبله جميعا كمغاربة عموما، هو غياب الإنـتاج الوطنـي عـن حفل توزيـع الجـوائـز،و إن كانـت حقـيقة ينـبغي أن تقال، فهي ” حشومة” ومن العيب و العار أن
تنظم مهرجانات تستقبل ضيوفها في فنادق 5 نجوم، في حين إنتاجاتنا الوطنية لا ترقى إلى مستوى التنافس على جوائزها.