وفاء قشبال
قادتني الأقدار الأسبوع المنصرم للنزول بمسقط رأس الرحالة و المكتشف المغربي المغمور”سعيد بنحدو” الذي عاش بين 1500 و 1539 وعرف بأسماء كثيرة كمصطفى الزموري أو استيبان إلمورو، أو استيفان الأسود…
إنها حاضرة “أزمور” الغنية بأوديتها (نهر أم الربيع) و شطئانها (الحوزية)و تربتها المعطاءة و تراثها اللامادي المتنوع(من العيطة الى الملحون،فالحياكة و الطرز و صناعة الزرابي و الجلباب… أزمور الزاهية بعبق تاريخها الراسخ على جدران أسوار مدينتها القديمة التي تحكي قصص و أحداث من زمن الاحتلال البرتغالي إلى عهد الحماية الفرنسية و بينهما تقف منطقة “القصبة” شاهدة على التعايش بين “الزموريين و اليهود المغاربة النازحين من الأندلس”
أزمور كمنطقة حضرية ساحلية اليوم… وبكل ما ذكرناه عنها و ما لم نذكره الكثير و الكثير… هي تعاني من الإهمال البيئي في أبرز تجلياته حيث انتشار الأزبال و الروائح الكريهة ، كتلك التي أرغمت ركاب القطار على قطع الأنفاس غير بعيد من انطلاقه من محطة ازمور باتجاه “بوسكورة” . المضحك في الأمر رغم الوضع المقزز أن يفاجئك تسجيل صوتي يخبر الركاب بدخول القطار محطة”النسيم” أي نسيم هذا و الروائح تزكم الأنفاس؟ !!! هذا دون الحديث عن الحالة المهترئة للقطار، ومشكل الاكتظاظ الذي جعل الركاب يقفون على رؤوس الجالسين منهم إلى غاية محطة”بوسكورة”
و بمدينة الدار البيضاء، وللأسف بمجرد أن دخل القطار محطة ال”وازيس” بدأت تطالعنا الأزبال من كل لون و شكل على يمين مسار القطار، تحس من ترسبها عبر طبقات و كأنها مترسخة رسوخ المجالس البلدية ورؤساء المكاتب و الهيئات…
هاته الأزبال المتراكمة تنضاف للكم الهائل من المتلاشيات الصدئة المكومة من عبر مداخل و مخارج غالبية المحطات السككية، تستقبل و تودع زبناء المكتب الوطني للسكك الحديدية.
فجلست طول المسافة الرابطة بين البيضاء و الرباط أتساءل هل نريد فعلا تنظيم مونديال 2030؟
ما زاد الطين بلة ، توقف قطار أزمور القادم من مراكش أو خريبكة أظن، بمحطة “كازا بور” لنغيره ونستقل القطار المتوجه إلى الرباط حتى طنجة، حيث صادفت ثنائيا اسبانيا فانهال وابل من الأسئلة حاصرني من كل الجهات : كيف سنسوق صورة مغرب مونديال 2030 و بالمقابل هناك سياح يشاهدون و يصورون أزبالنا على جنابات السكك الحديدية ؟
وهل يكفي بناء ملاعب وفنادق فخمة و طرق سيارة … لإخفاء غابة من النقائص و العيوب التي أصبحت متجاوزة في دول أخرى من قبيل “النظافة ؟