متابعة : وفاء قشبال
اختتم مهرجان إفران الدولي الذي نجح إلى حد كبير في الجمع بين ” الثقافة البيئية و الموسيقية” من خلال فعالياته المتنوعة، من : من عمليات غرس، إلى ندوات علمية بيئية إلى “كرنفال الماء” الذي جاب شوارع المدينة بمشاركة أزيد من 160 طفلا مشاركا في المخيمات الصيفية بالإقليم.. وخلال الفترة المسائية تتوافد فلول من الجماهير باتجاه ساحة”التاج” حيث منصة السهرات الفنية، آخرها نجحت نجاحا باهرا بحضور الفنان العالمي”دجودجو” ، كما تميزت بحدث تكريم” طارق السكتيوي ” مدرب المنتخب الوطني الأولمبي لكرة القدم الفائز بالميدالية البرونزية بأولمبياد باريس 2024، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ المغرب. كما اعتلى المنصة أيضا كل من الفنانين: محسين إفران،حدو أعراب والحر الذي قدم لافران رغم إصابته في قدمه.
وتمثلت إحدى أقوى لحظات المهرجان في تنظيم “سيمفونية أحيدوس” بمشاركة 260 موسيقيا وراقصا يمثلون 29 قبيلة بجهة إفران ، خلال السهرة الافتتاحية يوم 20 شتنبر2024.
السهرة الافتتاحية :
بمناسة تتويجه بذهبية اولمبياد باريس2024 ،
ـ أشرف السيد عبد الحميد المزيد عامل إقليم افران”. ” على تكريم البطل الاولمبي “سفيان البقالي” ،خلال السهرة الافتتاحية للدورة السادسة من المهرجان الدولي لمدينة إفران. البقالي حضر مرفوقا بوالدته و شقيقته ، الى منصة ساحة “التاج” حيث تسلم هدية تكريمه و شكره على إنجازه الأولمبي . الهدية عبارة عن مجسم لمفتاح كبير نحاسي اللون ، مع كل ما يرمز إليه المفتاح في المخيال الأمازيغي و المغربي بشكل عام، من فتح و بيان و استقبال الخيرات..
وكان “سفيان البقالي” قد نجح في إحراز الذهبية الأولمبية الثانية له و الوحيدة لصالح المغرب خلال أولمبياد باريس2024 إلى جانب نحاسية المنتخب الاولمبي لكرة القدم.
إلى ذلك فقد تضمنت السهرة الافتتاحية، عروض سمفونية أحيدوس التي لم تغب عن إي دورة حتى الآن الى جانب الفنانتين الأمازيغيتين : يامنة، إيمان الحاجب ثم الفنان بدر أوعبي.
هذا و استأنفت فعاليات المهرجان إلى غاية 24 شتنبر الجاري، بعدد من الفعاليات اليومية (لقاءات بيئية ،مسابقات رياضية،غرس، مسابقات في المجال البيئي،كرنفال..) ثم يختتم كل يوم بسهرة فنية متنوعة.
السهرة الثانية/21ـ8ـ2024 :
احتشد الآلاف من ساكنة إفران و زوارها في ساحة التاج ،التي احتضنت ثاني سهرات المهرجان الدولي لإفران ،في دورته السادسة(مابين 20 و 24 شتنبر الجاري).
وبدا واضحا أن الجمهور حج إلى ساحة التاج من أجل متابعة الفنان “حاتم عمور” علما أن المنصة تناوب عليها كل من الفنانين: عبد الصمد العمراوي، هند النيرة و ميمون أورحو ،قبل ان يصعد “عمور” ليلهب حماس الجمهور الذي ردد معه كلمات الكشكول الغنائي الذي اختار تقديمه، بما فيها أغنية ” هذا يوم ماشي عادي” بمناسبة عيد ميلاد الملك محمد السادس نصره الله ، والختام كان مسكا بنشيد”نداء صوت الحسن”
ويقدر ما توفق في إنجاح سهرته على المنصة، فشل في التجاوب مع الجسم الإعلامي المعتمد ـ على أية حال ـ من قبل المنظمين ،وعليه احترامه و التجاوب معه بعد نهاية السهرة، مثله مثل كل الفنانين الذين سبقوه على نفس المنصة. وهو تقليد متعارف عليه دوليا .
هذا و انسحب “عمور” من أمام كاميرات الإعلاميين دون تبرير يذكر رفقة حراس الأمن ، ما أشعل لهيب غضب الجسم الإعلامي، في كواليس السهرة.
و قد اعتبر كثيرون سلوكه هذا نوع من التعالي و”الفرعنة” فيما انتقد آخرون الجسم الإعلامي نفسه. فأين الخلل ؟؟
يذكر أن العديد من المنابر الإعلامية المحلية و الوطنية تواكب فعاليات هاته الدورة ما بين 20و 24 شتنبر 2024
ـ السهرة الثالثة :
حظي الفنان “حميد السرغيني” بتجاوب كبير من قبل جمهور منصة ساحة “التاج” ،بفضل غناءه الشعبي الممزوج بالأداء الفرجوي.
كما إهتدى “السرغيني” هو الأخر إلى الاستعانة براقصتين كاملتا الأنوثة ،وقف يتوسطهما على منصة مهرجان افران في يومه الثالث.
ظاهرة الاستعانة بالراقصات أو ال”شيخات” اكتسحت و صار مجال الرقص رائجا مؤخرا. وفي إطار المهرجان، كل المجموعات السابقة ضمت ما بين 4″راقصات” و راقصتين على الأقل . والاستثناء الوحيد من هاته القاعدة لحد الآن هي مجموعة”زهير أدحا” التي أشعلت حماس جمهور منصة السهرة الثالثة لمهرجان إفران الدولي ،بمزيج من الأغاني الشعبية و الأمازيغية و فن ال”ركادة” مع تقديم عروض ال”قعدة” بعيدا عن تمايل أجساد أنثوية، أضحت تشكل ستارا يخفي خلفه العازف و الموسيقي و أحيانا تسرق الأضواء من المغني نفسه.
الفنانة الشعبية”نجاة اعتابو” هي الأخرى تحافظ على طابعها ك”مايسترو” لمجموعتها، بعيدا عن الاستعانة بأي معطى “فرجوي” مرافق، لتستأثر باهتمام و تجاوب وتركيز الجمهور .
هذا و اختتمت “اعتابو”سهرة أمس بمجموعة من أغانيها الشعبية المعروفة، والتي رددها جمهور المهرجان رفقتها، وخاصة أغنية”المدونة، هادي كدبة باينة، الوليد الوليد” وبعض أغانيها الأمازيغية.
إلى ذلك فقد تأكد بالملموس أن جمهور إفران جمهور “أحيدوس “و الأغنية الأمازيغية بامتياز، و إشراك الفن ال”كناوي” ضمن برنامج المهرجان، هو تمرين حقيقي لبداية استئناسه بهذا النوع الفني الذي مثلته بشكل موفق الفنانة الصويرية “هند النيرة” التي خضعت لاختبار صعب أمام جمهور شغوف بفن”أحيدوس”.
جدير بالذكر أن السهرة، افتتحها الفنان “محمد كوردا”.
السهرة الرابعة /24ـ8ـ2024 :
تألق في إحياء سهرة رابع أيام المهرجان، كل من عبد العزيز أحوزار،رشيدة طلال،زكرياء الغافولي وسلمى الشنواني، التي جاءت تمثل العيطة الجبلية أمام جمهور يتنفس “أحيدوس”، لكنه أثبت في اليوم الأخير أنه جمهور منفتح على أنماط موسيقية عالمية، بتجاوبه الكبير مع الفنان”دجوجو”.
ـ وفضلا عن بعده الفني، يبدو جليا أن المهرجان الدولي لإفران الذي تأسس سنة 2016 ، يعنى أيضا بالمجال البيئي، من خلال شعاره”الغابة إرث وطني” بالإضافة لدوره الهام في النهوض بالسياحة والاقتصاد المحلي و التنشيط الرياضي . حيث نظمت مسابقات في رياضة البادمنتون،كرة السلة الثلاثية، الكرة الطائرة، و مسابقات في الرسم …
كما تضمن برنامج هاته الدورة “عملية الغرس بأيدي الفنانات و الفنانين المشاركين بإشراف من عامل الإقليم”عبد الحميد المزيد” في إطار إشاعة ثقافة احترام البيئة و الشجرة تحديدا. هذا إلى جانب إشرافه على افتتاح أشغال ندوة علمية حول الماء و الغابة بعنوان “إفران في قلب الغابة لنحمي الماء” . بالإضافة إلى تكريم عدد من الوجوه الفاعلة في المجال الرياضي المحلي ، في مقدمتهم قيدوم الإعلاميين بالمنطقة”محمد الخولاني” و رئيس سابق لفريق الكرة الطائرة بالإقليم بمناسبة اختتام مباريات الكرة الطائرة التي أجريت على هامش المهرجان.
وعن الجانب السياحي نظم المجلس الإقليمي للسياحة ندوة صحافية على هامش المهرجان، لاستعراض قدرات إفران السياحية و المشاريع المستقبلية، خاصة تلك المرتبطة باختيار إفران كوجهة”مونديالية” لاستقبال المنتخبات المشاركة في مونديال 2030. وكذا تسليط الضوء على بعض المشاكل و المعيقات التي ينبغي تجوزها في القريب العاجل .
متفرقات :
أمنيا : لا أحد ينكر دور رجال الأمن في إنجاح المهرجانات و كافة التجمعات المنظمة في الشارع العام، ومعهم القوات المساعدة. وبخصوص مهرجان إفران الدولي، شكل استتباب الأمن عنصرا حاسما في نجا جهاته الدورة، إذ لم تسجل أي جرائم تذكر طيلة فترة المهرجان رغم توافد مئات الأشخاص من مناطق أخرى.
كما ولم يغب عن المشهد العام للمهرجان رجال الوقاية المدنية، لتقديم المساعدة و الإسعافات الأولية للحالات النادرة التي سجلت على مدى 5 أيام من المهرجان ، أضف لذلك رجال و أعوان السلطة المحلية للإقليم و عناصر الأمن الخاص.
كذلك لا يمكن لأحد أن يتجاهل رجال النظافة، وعملهم الذؤوب طيلة السهرات وبعدها ، من أجل تنظيف الساحة و نواحيها، لاستقبال جمهور اليوم الموالي.
عموما تم تسجيل العديد من الجوانب المضيئة تنظيميا غير أن النقطة المثيرة و الايجابية جدا تكمن في تخصيص وقت صلاة العشاء ،مباشرة عقب انتهاء الفقرة الأولى من السهرة بشكل سلس و دون اعتراض من أحد ،و حتى الجمهور(ماتيزبيش)
إلى ذلك فإن سهرات المهرجان فرصة حقيقة لاستقطاب زوار المدينة” من مغاربة العالم، وفرصة أكبر للرواج التجاري ، وانتعاش مداخيل بعض الباعة المتجولين (الحلويات،البالونات،مشروبات..)
… إلى الملتقى في الدورة السابعة