فيلم جرادة مالحة مطلوب على المستوى العالمي ..فأية خلطة سحرية اعتمدها إدريس الروخ؟؟؟

وفاء قشبال :

يواصل فيلم جرادة مالحة حصد المزيد من الجوائز في العديد من المهرجانات الوطنية و الدولية ولازال الطلب عليه لتوزيعه باكثر من 22 دولة عربية وكذا الدول الأجنبية وهو ما أكده مخرج الفيلم إدريس الروخ عندما حل ضيفا، بأمسية سينمائية بالقنيطرة، حيث أوضح على ان ترجمة الفيلم و ايضا التفكير في دبلجته، الهدف منها بالأساس هو تسويقه وتوزيعه ما أمكن على المستوى الدولى ،ولكي ينتشر ولا يبقى حبيس قاعات سينمائية نادرة بالمغرب”


ـ الخلطة السحرية لادريس الروخ من اجل تسويق الفيلم المغربي:
لن يختلف اثنان على ان الفيلم فريد من نوعه، وقد يسجل كأيقونة تؤرخ لمرحلة جديدة في تاريخ السينما المغربية. السر في ذلك يعود بالتأكيد ل”السخاء” في الانتاج الذي يبدو واضحا من خلال تعدد فضاءات التصوير وتوظيف الاكسسوارات والادوات (طيارة خاصة،دراجة وسيارات فخمة…)
والسخاء هو إرادة ذاتية للمنتج او المخرج او هما معا،و توفر هاته الإرادة لدى إدريس الروخ كمخرج ومنتج لذات الفيلم، أثمر فلما استثنائيا على جميع المستويات، إذ يكفي أن نذكر حجم الطلب عليه من مختلف الدول العربية،الاجنبية و الامريكية. وكذلك، اختيار موضوع الساعة الذي تتناوله كل “السينمات” العالمية، مع محاولة “مغربة” القصة و إعطائها الروح المحلية بعيدا عن الوقوع في فخ “كوبي كولي” حسب تعبير الروخ. علما ان كتابة السيناريو دامت لأكثر من 3 سنوات بشكل مشترك بين ادريس الروخ و عدنان موحجة، كتابة وتمثيلا كذلك، إلى جانب كل من : فاطمة الزهراء بناصر،عبدالرحيم المنياري،والمغريية المقيمة بأمريكا “منى الرميقي”
وأوضح الروخ خلال حوار مفتوح اعقب عرض فيلمه جرادة مالحة بقاعة مندوبية وزارة الثقافة بالقنيطرة ، (أوضح) ان تأليف الموسيقى التصويرية للفيلم، تم بالموازاة مع الكتابة(3سنوات)

قصة الفيلم، ترصد ظاهرة تطويع الإنسان، من خلال محاولة تطويع”رانيا” بطلة الفيلم،من قبل منظمة قوية، اجتمع فيها العلم و المال و السلطة، وتعمل على تحويل الإنسان إلى مجرد آلة تابعة عن طريق محو ذاكرته الماضية و حشوها بما يريدونه بما يخدم مصالحهم،والفيلم يحمل مجموعة من مواقف التدافع بين التجريب العلمي لإيقاف العقل البشري عن عمله وبين القدرة الربانية التي وهبت الانسان ذاكرة قادرة على تجميع المعطيات والمعلومات و تخزينها وايضا تذكرها/استرجاع الذكريات/ ليختم الفيلم بجملة”احلي عنيك” وكأنها إشارة إلى اكتشاف رانيا حقيقة المؤامرة التي وقعت ضحية لها،وبالتالي فشل العلم و المال والسلطة أمام قوة العقل – ولو اجتمعت كلها –

فيلم”جرادة مالحة” يصنف ضمن الأفلام الدرامية،غير انه ليس بعيدا عن افلام المنظمات والجريمة،وقريب جدا من افلام اللغز،حتى لا اقول”افلام الخيال العلمي”، كما تحس ايضا ان هناك نوعا من الأكشن” المتخفي” داخل الفيلم،يلامسه في لحظات “حليم” الذي لعب دوره، الممثل”عدنان موحجة” . أيا كان فقد لقي الفيلم استحسان الجمهور الحاضر، الذي اعتاد مشاهدة هاته النوعية من الأفلام من خلال هوليود او بوليود وحتى من خلال السينما المصرية… إلا انه لأول مرة ربما، يشاهد مثل هاته القصص في طبعة او صيغة”مغربية” والأهم،أنه صرف عليها بسخاء، لتكون صيغة مشرفة لطاقمها الفني والتقني، وتحظى بالتنويه الداخلي و الخارجي.

تبقى النقطة القاتمة في الفيلم هي الحضور القوي جدا للمشروبات الكحولية و السجائر التي فرضت نفسها داخل الفيلم، إلى جانب توجيه عدسة التصوير باتجاه حياة الليل و الكبريهات،بما لا يتناسب مع الفكر”المحافظ”السائد -على أية حال – داخل المجتمع المغربي.
انما على العموم، الفيلم يقف على مسافة من تيار المثالية في السينما التي ترفع شعار”السينما رسالة” وبالمقابل، لم يسقط ايضا في فخ الواقعية المجانية والانحلال. وما ذكرناه عن التصوير بالملاهي الليلية و إدمان الكحول و التدخين، لا يقلل من قيمة الفيلم ككل، وغير مستبعد ان يكون حضورها جزءا من ذات الخلطة السحرية لترويج و تسويق الفيلم وانتشاره دوليا.

إلى ذلك فقد ضرب “الروخ” موعدا للجمهور مع افلام اخرى من نفس المستوى.

شاهد أيضاً

الناصري: الفريق ليس فريق المكتب المسير بل فريق زاكورة …

كبيطال بريس تحاور عبد البر  الناصري رئيس نادي  الاتحاد الرياضي لزاكورة، وتسليط الضوء على أسباب …