كبيبريس :
أكدت السيدة البضاوية بلكامل أستاذة التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، والمتخصصة في التاريخ القديم في حديثها ل”كابيطال بريس”،على أن تاريخ العلاقات بين ساكنة شمال إفريقيا القدماء ومصر الفرعونية بمختلف أوجهها السلمية والحربية ،السياسية والسوسيو-اقتصادية ، تقدر بحوالي 4000 سنة ق.م، فيما يعرف بالعصر “ما قبل الثيني ” أي قبل توحيد شطري مصر في مملكة واحدة . واختيار الأمازيغ لسنة 971 ق.م لبداية التاريخ الأمازيغي يبقى اختيارا موفقا،ف”كما اختار المسيحيون مولد السيد المسيح عليه السلام منطلقا للتقويم الميلادي، و اخترنا كمسلمين هجرة نبينا الكريم أساسا للتقويم الهجري، فقد اعتبر الدارسون لحضارة شمال إفريقيا بأن منطقتنا شهدت خلال عهد الزعيم الليبي “شاشانق الأول” ، منعطفا هاما في تاريخ المنطقة ، على اعتبار أن عهد الفرعون “شاشانق الأول” اتسم بهيمنة الليبيين ،أي ساكنة منطقة الشمال الإفريقي على أرض مصر التي ظلت لآماد طويلة مهيمنة على مسرح الأحداث بالعالم القديم وبخاصة بشرقها وجنوبها. أما عن ادعاء كل من مصر و ليبيا و تونس و الجزائر حول انتماء الفرعون الليبي/ الأمازيغي “شاشانق الأول ” لبلدهم ، فقد صرحت الأستاذة البضاوية بلكامل بأنه لا يوجد ما يمنع من أن يكون “شاشانق” مغاربيا كذلك – بالمقاييس الجغرافية الحديثة – باعتبار أن منطقة الشمال الإفريقي كلها في تلك الفترة، كان يطلق عليها انطلاقا من الألفية الثانية قبل الميلاد اسم “ليبيا”، من غرب النيل شرقا إلى ساحل البحر الخارجي (المحيط الأطلسي) غربا ، وبالتالي من الصعب جدا الحسم في موطنه الليبي بتدقيق ، مضيفة بأن الجدال حول أصل الفرعون الأمازيغي ” شاشانق” هو “جدل لا جدوى منه” في ظرفية نبحث نحن ساكنة منطقة الشمال الإفريقي العريقة عن ما يوحدنا ، وليس ما يشتت شملنا. وبذلك كمعتزة بأصلها المغاربي تنأى بنفسها عن ذلك، مؤكدة أن أصول عائلته ليبية/ شمال إفريقية حسب الدلائل الواردة في المصادر التاريخية، نزحت لأرض مصر، وبلا ريب “تمصرت “ – كما جرى للبطالمة- بدون أن تفقد هويتها الليبية/الأمازيغية الأولى . وفي هذا السياق شددت الأستاذة بلكامل على أن أي رأي صادر من أي جهة ينبغي أن يكون دائما معززا بدلائل وحجج تبرهن صدقية الفرضية التاريخية.ختمت تصريحها بقول :” نعتز بعمق و تنوع تاريخنا المغربي خاصة والمغاربي بشكل عام وأقول بكل لغات العالم: / Assgass ambarky Bonne année / Good year سنة سعيدة للجميع، وكل عام ونحن المغاربة بألف عيد .
: ايضاحات* شاشانق أوشاشنق أو شيشنق شيشونغ او شاشونغ، هو الفرعون الأمازيغي الذي وصل لسدة الحكم الفرعوني ابتداء من سنة 945 قبل الميلاد مدشنا حكم الأسرتين 22 و23 ما بين سنتي 945 – 715 ق م.، و سميت هاته الفترة تاريخيا بحكم الليبيين، امتدت لمدة تصل إلى حوالي قرنين و نصف ،وقد حافظ معظم الفراعنة الليبيين على نفس اسمه ،في حين تسمى آخرون “تكلوت” وأسركون”. المشواش، وهي كلمة مصرية أطلقت على إحدى القبائل الأمازيغية التي شنت هجوما على دلتا مصر عهد الرعامسة بمعية العناصر المعروفة باسم ” شعوب البحر”، وبالأساس خلال حكم رمسيس الثاني(1303 – 1213 ق.م.) والثالث(1183 -1152 ق.م.) ، وإن كان بعض الدارسين يذكرون بأنهم كانوا يقدمون الجزية للفرعون تحوتمس الثالث (1504- 1450 ق.م) من الأسرة 18. لقد اشتهر بحملاته العسكرية والتأديبية ،و أسس أكبر إمبراطورية قديمة امتدت من الفرات شرقا إلى الشلال الرابع ببلاد النوبة جنوبا ، فاعتبرت من “الامبرياليات القديمة”. |
||
|