صناعة الامل والرفع من الروح المعنوية في زمن كورونا…

كبيطال بريس :

دعا الحبيب كروم الإطار الصحي بالمستشفى الجامعي ابن سينا، الى ضرورة صناعة الامل و الرفع من معنويات بعضنا البعض في زمن كورونا،باعتبار أن الجانب النفسي و المعنوي عنصرا اساسيا في محاربة كوفيد19 و غيرها من الجراثيم و الفيروسات والامراض بصفة عامة.

وبهذا الصدد يذكرنا الحبيب كروم بقصة  مريض كان يستعد للخضوع لعملية جراحية بلندن،وقبل العملية بساعتين دخلت عليه ممرضة وهي تنسق الازهار و يبدو ان مهمتها تنسيق الازهار، واثناء  القيام و وجهها نحو الازهار،قالت له: من هو طبيبك الذي سيجري لك العملية ؟
قال لها: جنسون،فقالت له بدهشة : معقول! هل رضي ان يقوم بالعملية،فقال طبعا،قالت له: هذا الطبيب يزدحم عنده المرضى لأنه متمكن وأنه ارقى طبيب في العالم،حيث عمل اكثر من عشرة الاف عملية، وكلها كللت بالنجاح، وليس لديه وقت،فكيف أعطاك موعدا؟ لابد انك محظوظ جدا.
بعد أن انتهت العملية بنجاح و تعافى المريض، وعند مغادرته وجد على الفاتورة خانة مكتوب عليها ( مصاريف لرفع المعنويات )، ليعلم بعد ذلك ان الممرضة لم تكون سوى اخصائية في علم النفس و مهمتها تقتضي الرفع من معنويات المرضى بشكل ذكي جدا وهي تنسق الازهار وتسأل المريض من طبيبك؟ وهكذا….
فليس هذا الطبيب بافضل طبيب في العالم و لا … انما عملت هذه الاخصائية في علم النفس على التيسير على المريض و رفع معنوياته. والحكمة من هاته القصة نجدها مختصرة بمئات في الحديث النبوي الشريف: إِذَا دَخَلْتُمْ عَلَى الْمَرِيضِ فَنَفِّسُوا لَهُ فِي الْأَجَلِ فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَرُدُّ شَيْئًا وَهُوَ يُطَيِّبُ نَفْسَ المريض

كما دعا  كروم للرفع من معنوياتنا و معنويات من هم في حاجة ملحة لذلك كالممرضين و الاطباء مثلا، لتواجدهم في فوهات بركان فيروس كورونا القاتل، وهي الاكثر عرضة للاصابة وهي بحاجة للرعاية النفسية و في نفس الوقت مطالبة بالرفع من معنويات المرضى المصابين.  وفي هذا الصدد كتب كروم،” لنعمل جميعا على تجنب السلبيات و التفكير فيما هو ايجابي بطريقة جماعية باستعمال جميع الوسائل المتاحة خاصة منها امكانيات التواصل الاجتماعي و الرسائل القصيرة و الندءات و الوصولات الاشهارية …موجهة للمرضى المصابين و مهنيي الصحة و عموم الشعب المغربي، باختيارات وابدعات جميلة و ايجابية من اجل ازدهار و الرفع من المعنويات و ذلك بتعزيز سبل التضامن و تظافر الجهود”  موضحا ان مجموعة  من البلدان عملت بذلك في زمن كورونا،فاسبانيا مثلا،استجابت لنداء طبيب عبر الانترنيت بارسال رسائل  الى المصابين بفيروس كورونا المستجد،حيث تلقى المرضى عشرات الالف من الرسائل التي تحمل التشجيع والامنيات الطيبة،
و في محاولة اخرى لرفع الروح المعنوية في العاصمة الفيتنامية هانوي،بادر طباخ فيتنامي الىابتكار” بورغر اخضر ” على شكل كورونا، حيث يقضي اوقاته هو و فريقه في صناعة اقراص بورغر المخلوطة بالشاي الاخضر لتصبح شبيهة الشكل بالفيروس التاجي وكانت الدعاية التي اطلقها لهذا الغرض هي: إذا كان هناك ما يفزعك فلتاكله.

و بريطانيا، فقد سمحت الشرطة لرجل يرتدي زي البطل الخارق “باتمان” ليتجول في الشوارع لرفع معنويات المواطنين والاطفال الذين يتواجدون داخل منازلهم تنفيذا لاجرءات العزل الصحي المنزلي لمواجهة تفشي كوفيد19 وفي ايران،الاطقم الطبية والتمريضية تحاول  الرقص والغناء اثناء العمل بغرض الرفع من معنويات المرضى المصابين.

واوضح كروم رئبس الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية، ان الخطورة تكمن في الهواجس التي تنتاب المريض من شدة خوفه، فتفقد جسمه القدرة على  المقاومة الذاتية ، وهو مايؤدي الى فشل كافة المجهودات المبدولة للعلاج.لهذا لابد من  صناعة الامل والرفع من المعنويات عند الافراد والجماعات والشعوب .

شاهد أيضاً

الناصري: الفريق ليس فريق المكتب المسير بل فريق زاكورة …

كبيطال بريس تحاور عبد البر  الناصري رئيس نادي  الاتحاد الرياضي لزاكورة، وتسليط الضوء على أسباب …