كبيطال بريس :
بقلم : وفاء قشبال
بعد 60 سنة من العطاء الإعلامي في اطار خط تحريري معلن ومنضبط،تحولت خلالها الإذاعة والتلفزة المغربية من اذاعة حكومية هي الأولى من نوعها في المغرب(…) الى ان تحولت إلى الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة واختصارا ( ش و ا ت ، SNRT ) وهي شبكة تلفزية وإذاعية فضائية مغربية، انطلقت في أبريل 2005، في سياق تحرير القطاع السمعي البصري المغربي. يصل بثها الاذاعي والتلفزي الى معظم جهات المملكة واضحت تتجاوز حدود التراب الوطني إلى مختلف جهات العالم.(لائحة القنوات)
هذا التطور لم ينحصر في الجانب التقني و الإنتاجي المرتبط بالبث بجميع أنواعه و تصنيفاته،بل تخطاه إلى مجالات التدبير و التسيير والموارد البشرية.. ايمانا بروح دستور 2011 من جهة، و التزاما بالنصوص التشريعية وكذا القوانين الدولية التي تكفل حقوق الأفراد بشكل عام ، ومحاربة التمييز اتجاه المرأة بشكل خاص.
وبهذا الخصوص، عمدت الشركة الوطنية للاذاعة و التلفزة الى خلق لجنة “موضوعاتية” خاصة، شغلها الشاغل الحرص على تجلي مبدأ المناصفة و المساواة عبر كافة مصالح المؤسسة،والتخلي بالمقابل عن كل ما من شأنه تنميط صورة المرأة وحصرها في الحلقة الاضعف ان كان وظيفيا او مهنيا او حتى على مستوى ما يتم إنتاجه من برامج.
المناصفة بالشركة الوطنية للاذاعة و التلفزة
“المناصفة” هو مشروع نزل على أرضية الواقع بفضل إرادة إدارة الشركة الوطنية للاذاعة و التلفزة ،التزاما منها و إعمالا للفصل 19 من دستور المملكة والذي ينص على ان ” يتمتع الرجل والمرأة، على قدم المساواة، بالحقوق والحريات المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية،الواردة في هذا الباب من الدستور، وفي مقتضياته الأخرى، وكذا في الاتفاقيات والمواثيق الدولية، كما صادق عليها المغرب، وكل ذلك في نطاق أحكام الدستور وثوابت المملكة وقوانينها..”
وعليه رأت لجنة المناصفة النور ومعها “ميثاق المناصفة” سنة2017، أوكل لاعلامية مخضرمة”أمينة غريب” مهمة منسقة اللجنة،وطبيعي ان تكون الاعلامية و المناضلة الحقوقية “فاطمة الافريقي” احدى عضواتها.
اما ميثاق المناصفة” فهو ليس سوى التزاما من الشركة الوطنية للاذاعة و التلفزة بمحاربة كافة الأفكار النمطية و التمييزية في حق المرأة ، وتعزيز ثقافة المناصفة و المساواة بين الرجل و المرأة عموما فيما يخص محتوايات البرامج الصادرة عنها، كيفما كان نوعها، وتعزيز هذا المبدأ الدستوري فيما يتعلق بالمساواة بين موظفات و موظفي الشركة ومهنييها وعلى مستوى التدبير و التنظيم أيضا.
ومن زاوية ترصد الميثاق من الداخل، نجد انه يتكون من ديباجة وينقسم إلى ثلاثة أبواب معنونة، تضم هي الاخرى 36 مادة، على الشكل الاتي :
الباب الأول : تعزيز المناصفة في سياسة الموارد البشرية بالشركة الوطنية للاذاعة و التلفزة. ويضم 16 المادة، تهم التوظيف،التكوين،تدبير المسار المهني،ظروف العمل وتدابير الدعم و المواكبة.
الباب الثاني : المناصفة في برامج الشركة الوطنية للاذاعة و التلفزة والنهوض بصورة المرأة . ويضم 12 مادة.
الباب الثالث : تعزيز وتدعيم التعاون مع شركاء الشركة الوطنية للاذاعة و التلفزة. ويضم 8 مواد. الأهم انه متوفر باللغات الثلاث:العربية، الامازيغية و الفرنسية.
وفي السياق ذاته، نذكر على لسان مدير التواصل والعلاقات المؤسساتية”كريم السباعي” (وهو يفتتح اليوم الدراسي حول “تمثلات صورة المرأة ي المخيال الجماعي – التأثير و التأثر -“/ 23مارس2022 بالرباط) الذي صرح أن نسبة النساء تمثل اليوم 36 في المئة من مجموع الموارد البشرية العاملة بالشركة الوطنية للاذاعة و التلفزة، و ترتفع عند الحديث عن مهن السمعي البصري بالشركة، حيث تبلغ نسبة حضور المراة في مجال انتاج و اعداد البرامج التلفزية بالقناة الأولى 97 في المئة ما يعكس تفوق المرأة بامتياز في هذا المجال. وتحضر الصحافيات بنسبة 52 في المئة مقابل 48 في المئة يمثلها الصحافيون. كما تمثل النساء 49في المئة فيما يخص مهمة المنظمين. وبالنسبة لرئيسات التحرير فتبلغ نسبتهن37في المئة .وفي مهنة الإخراج فالنسبة تصل21في المئة.
بالاضافة لحضور شبه كلي للمرأة في الإذاعة الوطنية. وتنامي حضورها بقناة محمد السادس للقران الكريم. وهناك ايضا، العديد من المديريات على رأسها نساء كمديرية الاشهار و الحلول الرقمية التي تتراسها “الهام الهراوي”.
كما تحافظ المرأة على مكانتها الريادية بمديرية الأخبار بالقناة الأولى. فضلا عن ولوج المرأة لبعض المديريات كانت إلى عهد قريب حكرا على الرجال – يقول السباعي – مضيفا باعتزاز كبير ان هناك مديرية بالشركة الوطنية للاذاعة و التلفزة كل اطرها نساء،باستثناء المدير ، وهي مديرية التواصل و العلاقات المؤسساتية.
وبالعودة لتطور مسار الشركة الوطنية للاذاعة و التلفزة، لابد من التذكير بانطلاق بثها الارضي ،انطلاقا من دار البريهي بالرباط، واستوديوهات عين الشق بالبيضاء، ثم الانتقال الى البث الفضائي عبر مسار طويل…
” الصيرورة التاريخية للاذاعة و التلفزة “النشأة و التطور”
أبريل 1928 : إنشاء مصلحة الإذاعة المغربية التابعة للمكتب الشريف للبريد والتليفون والتلغراف.
دجنبر 1937 : تأسيس مجلس الراديو المغربي واللجنة الاستشارية للبث الإذاعي باللغة العربية.
فبراير 1947 : الاستقلالية المالية والكفاءة القانونية لمصلحة الإذاعة داخل المكتب الشريف للبريد والتلفون والتلغراف.
يونيو 1956 : تأسيس المجلس الاستشاري للبرامج العربية بالإذاعة المغربية.
يوليوز 1961 : التحاق مصلحة البث الإذاعي بوزارة الإعلام والفنون الجميلة والسياحة وإعادة تسميتها بالإذاعة والتلفزة المغربية مع منحها كفاءة قانونية واستقلال مالي.
أكتوبر 1966 : ترقية الإذاعة والتلفزة المغربية إلى مؤسسة عمومية متمتعة بالشخصية المدنية والاستقلال المالي.
يناير 1968 : الإذاعة والتلفزة المغربية تتحول من جديد إلى إدارة عمومية مع ميزانية ملحقة.
1971 : تم إدخال الألوان (Secam B.)
دجنبر 1978 : إدماج الإذاعة والتلفزة المغربية مع الإدارة المركزية لوزارة الإعلام
يونيو 1994 : إصدار مرسوم يحدد مهمة الإذاعة والتلفزة المغربية وصلاحياتها ويعيد هيكلتها.
في أبريل 2005 : تحويل الإذاعة و التلفزة المغربية -“إ.ت.م”- إلى “الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة”- “ش.و.إ.ت”- في سياق تحرير القطاع السمعي البصري المغربي و نظرا للمنافسة الحادة التي يعرفها هذا القطاع.
وفي سياق التطورالذي عرفه قطاع السمعي البصري ، فلابد من التذكير بلائحة القنوات التلفزية والإذاعية للشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة(مابعد تحرير القطاع) والتي بلغت 8 قنوات بتيمات متنوعة و إذاعة وطنية مركزية،تنضاف لها 9 محطات جهوية و أخرى دولية،تصنف ضمن لائحة للقنوات الإذاعية و التلفزية ل( ش و أ ت)
على الشكل الاتي :
القناة الأولى الوطنية
” ” الأولى العيون
” ” ” الرياضية
القناة الرابعة( الثقافية)
القناةالخامسة(المغربية الإخبارية)
قناةمحمد السادس للقران الكريم
القناةالسابعة للافلام
القناة الثامنة الامازيغية
وبخصوص الإذاعة الوطنية تنقسم الى محطة ارسال مركزية بالرباط و9 محطات جهوية :
الإذاعة الجهوية بالبيضاء
الإذاعة الجهوية طنجة
” ” ” ” ” تطوان
” ” ” ” وجدة
” ” ” ” ” فاس
” ” ” ” مراكش
” ” ” ” ” أكادير
” ” ” ” ” العيون
” ” ” ” الداخلة
ثم الإذاعة الدولية الموجهةللمواطنين مغاربة العالم بدول الإقامة.
هذا وإلى جانب اعتماد الشركة الوطنية للاذاعة و التلفزة الفصل 19 كما سبق الذكؤ،فقد بلورت هذا المبدأ الدستوري في مختلف النصوص المنظمة لقطاع السمعي البصري بما فيها قانون 77.03 كما تم تعديله و تتميمه،وأيضا في دفتر تحملات الشركة الوطنية للاذاعة و التلفزة و ميثاق أخلاقيات الشركة، لتكون بذلك واحدة من المؤسسات الرائدة في هذا المجال. دون إغفال احداث مؤسسة الوسيط ” تكريسا لمبدا الحكامة الجيدة ب snrt” (ولنا عودة للموضوع)