بقلم : وفاء قشبال
كل المحللين و المهتمين سواء العرب او الأفارقة وحتى الإعلام الدول يد الجميع يتحسر عن الخروج المبكر للنخبة الوطنية اليوم، بعد هزيمة غير متوقعة أمام منتخب البنين الذي وصفه الجميع بالمنتخب”المفاجأة” بعد احرازه التأهل امام منتخب الاسود في المباراة التي جمعتهما اليوم الجمعة على ارضية ملعب السلام برسم دور ثمن نهائي “كان 2019″ بمصر.
اخطاء كثيرة و هدر فرص التسجيل اكثر و اكثر ، خاصة في الشوط الاول ، لا على مستوى التمرير، التموقع وكذا القدف من بعيد ، حيث بدا ان العناصر الوطنية مفتقدة للتركيز وتبحث عن الهدف ليس للفوز بل للتحرر،ما افقدهم التركيز والهدوء في بناء العمليات و حسن اختيار الوقت الأنسب للتسجيل. كان هذا سيناريو النصف ساعة الأولى من زمن المباراة إلى أن أعلن الحكم الأنغولي هيلدير مارتينس عن نهاية الشوط الأول دون اهداف .
مع بداية الشوط الثاني، صعقنا بهدف مفاجئ ضدد مجرى اللعب، اسكنه شباك الاسود” اللاعب مويس ألديلو في الدقيقة 52. فصرنا نرتجي فقط تسجيل التعادل الذي انتظرناه طيلة ربع ساعة والأعصاب مشدودة والحزن يسكن قلوب الكبار و الصغار فلم يأتي الفرج إلا عند الدقيقة 76 من رجل اللاعب يوسف النصيري لتنهمر دموع الاطفال فرحا ويتجدد الامل في الفوز و التاهل مرة اخرى. غير انه مع توالي الدقائق باتجاه نهاية الشوط الثاني شخصيا انتابني شعور شبه يقين انه لا مجال للفوز على هكذا فريق في الأشواط الإضافية، فمن صمد امام الاسود طيلة 90 د قادر على الصمود ل 30 د اخرى، خصوصا مع تراجع منسوب اللياقة البدنية للاسود و تزايد الضغط عليهم ،في مقابل تزايد إيمان السناجب بأنفسهم. لذلك كان الخلاص يبدو لي في هدف قاتل قبل نهاية الوقت الرسمي للمباراة ،وكان الجميع يمني النفس بهدف الخلاص، او حتى نقص عددي يمكن ان يلعب لصالحنا خلال الاشواط الاضافية. وللأسف تأتي فرصة ” اكثرمن مواتية لحسم التاهل 2 – 1 من ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع، الجميع أعتقد انه الهدف و البعض شرع في الاحتفال بالتأهل الا ان حكيم الزياش يخطئ قراءة المسافات و القياسات و يبعث بالكرة إلى القائم الأيمن الذي ينوب عن الحارس أمام ذهول الجماهير عموما، و إن كنت لا أحمل الزياش أكثر مما يحتمل إلا ان حقيقة تضييعه لضربة جزاء حرمنا حسم نتيجة المباراة دون اللجوء للشوطين الإضافيين وبالتالي التاهل مع الكبار الى دور ربع نهائي هاته الكأس القارية .
وللأمانة، لحظة ضياع ضربة الجزاء راودني شعور يشبه اليقين هو الاخر،ان التاهل لم يكن مقدرا للنخبة الوطنية التي قامت بكل ما ينبغي القيام به طيلة 90د وحتى خلال الشوطين الاضافيين، وكأنها بالفعل”لعنة الاقصاء”
المهم ضاع هدف الخلاص، وجلست اتجرع عصير ليمون بارد و معه حقيقة انتهاء الشوط الثاني بالتعادل هدف لمثله،ووجدت نفسي مرغمة على متابعة سيناريو شوطين اضافيين”مجانيين”، وكذلك مجموع الشباب الذي ملأ المقهى عن اخرها وهنا سافتح القوس لاشير ان جمهور الاناث لم يكن يتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة وكأني بهن يقلن و اقول أن “المنتخب منتخبنا أيضا وكرة القدم ليست حكرا على الذكور فقط في مغربنا” عموما هذا موضوع آخر.
انطلق الشوط الاضافي الاول،وكان بطله الحكم الانغولي الذي قاد المباراة اجمالا بشجاعة كبيرة وان كان قد فوت على النخبة ضربتي جزاء خلال الشوط الأول من المباراة، فقد اقر ركلة جزاء في وقت حرج من الشوط الثاني،اهدرت بفضاعة كبيرة.وأعود للحكم لأقول أن البشرى تحققت على يديه عندما طرد لاعب البينين خالد أدينون والكرة متوقفة أمام اندهاش الجميع عند الدقيقة 96، بعد إشهار الحكم بكل شجاعة الإنذار الثاني في وجهه . ومع الورقة الحمراء، تجدد فينا الامل كل الامل وقلت لنفسي أن بشرى النقص العددي ها هي ذي قد تحققت على ارضية ملعب السلام، لكن بالمقابل،استمر هدف الفوز بعيد التحقيق تماما. الى ان اعلن حكم المباراة عن انتهاء الشوط الإضافي الثاني وبدأت أتساءل مع نفسي كيف لفريق نجمه المختص في الضربات التابثة أضاع ضربة جزاء قبل نصف ساعة سيراهن على ضربات الجزاء للفوز بالمباراة؟ ألن يكون لتضييع الاولى اثر سلبي على نفوس عناصر الفريق ؟؟ بالتاكيد نعم ، ففي الوقت الذي سجل فيه أسامة الإدريسي الركلة، أهدر سفيان بوفال ويوسف النصيري ركلتا جزاء ، فيما سجل للمنتخب البنيني كل من أوليفر فيردون وديفيد شيجلا وأناني تيدغاني. هذا بالاضافة الى ان هناك عرف في كرة القدم يقول “من يضيع فرص التسجيل يخسر المباراة”
عموما منذ د 76 من عمر المباراة ،بدت الرغبة الأكيدة لسناجب البنين في الحفاظ على نتيجة التعادل و المرور بها الى الضربات الترجيحية، التي استعجل اللاعبون المغاربة، ضربها لوضع الثقل من على اكتافهم و تفضيل العودة الى الديار ، تاركين مقعد ربع النهاية للفريق المتأهل فوق العادة منتخب البنين على حساب منتخب له تاريخ طويل في بطولات كاس الامم الافريقية كالمنتخب المغربي و بالتالي ضمن السناجب بطاقة العبور إلى دور الربع من الباب الواسع، و مواصلة مشوار “الكان” بثقة اكبر و أوفر قد تخلق المفاجأة، ونشاهد السناجب تناقش الند للند تفاصيل مباراة النهائي ؟ كل شيء وارد في كرة القدم
و غاية القول أن التأهل لم يكن مقدرا للنخبة بشهادة الجميع ، وكذا احصائيات المباراة التي تعكس سيطرة مطلقة للنخبة الوطنية طيلة اللقاء، في حين السناجب كانوا اكثر ذكاء في التعامل مع مجريات المباراة ،لأنه جزء اكيد من اللعبة إذ لا يكفي فقط التقنيات الفردية او القوة البدنية او حتى الرغبة الأكيدة في التهديف و معانقة الشباك .
الى حلم جديد بمعانقة الكأس الافريقية : كان2021 ان كان في العمر بقية