بقلم : وفاء قشبال
غالبا ما نحضر مهرجانات التبوريدا و نستمتع و نصفق كثيرا للسربات التي تتحفنا بلوحة فنية متناسقة بجودة خيولها العربية و البربرية الأصيلة و زينتها، و بوحدة تحرك صفوفها، وكذا الدقة في اطلاق البارود من بندقيات فرسانها في وقت واحد بإشارة من قائد محنك … لكننا نادرا ما نتساءل كيف يتم شراء مادة”البارود” التي ارتبطت لعقود طويلة بساحات الحروب و الاقتتال، و إلى اليوم من الشائع جدا أن”البارود”مادة قاتلة تهدد الأرواح ،وهو ما يجعلها مادة محظورة عبر بلاد المعمور. إلا أن الملاحظ ببلادنا أن هاته المادة بالرغم من خطورتها فقد ارتبطت منذ القدم بلحظات الفرح و البهجة و “الفنطازيا” المغربية … و بيت القصيد أنه مع تسارع حركة المهرجانات ببلادنا ومهرجانات “التبوريدا” على وجه الخصوص التي تستخدم فيها كميات هائلة من هاته المادة الخطيرة، دفعنا للتساءل و توجيه السؤال للمعنيين بالأمر من رجال السلطة : كيف تستجلب هاته المادة و تتداول بين “الخيالة” من مهرجان لاخر و من موسم لسواه هكذا ؟؟؟؟
الجواب كان جوابا توضيحيا ، يفيد أن إحضار هاته المادة فعلا يتطلب إجراءات و خطوات تبدأ
بطلب الترخيص لشراء المتفجرات موجه من قبل الجهة المنظمة للمهرجان، للمديرية الجهوية للطاقة و المعادن، ولا يتم الترخيص بالشراء إلا عن طريق شخص مرخص له ،حاصل على بطاقة المراقبة ، حسبما تنص عليه قوانين تجارة المتفجرات ببلادنا.
الطلب يتضمن كل المعلومات الخاصة بالمشتري (الاسم الكامل، المهنة،الجنسية،العنوان، رقم الرخصة) أضف لذلك نوعية و كمية المتفجرات المطلوبة، المستودعات، نوعية الاستعمال و مكانه ….)
وفي الجزء الثالث من الطلب تجد بيانات عن الطرف البائع و هي الشركة الإفريقية للمفرقعات (المكلف الوحيد بذلك) مع تحديد الخط المتبع لنقل المتفجرات وكذا الإشارة لوسيلة النقل … (انظر نموذج الطلب في الصورة)
وفي الخطوة الموالية ـ في حالة الموافقة على الطلب المقدم ـ تنقل كمية”البارود”المرخص لها حسب الطلب تحت المراقبة، إلى أن تصل إلى الوجهة المحددة ، فيتم تسليمها للجنة المراقبة التي تستحدث خصيصا لتسلمها و حراستها بالمستودع المخصص لها طيلة مدة المهرجان و كذا توزيعها في شكل حصص متساوية، بحسب عدد فرسان “السربات” المشاركة بمعدل 2 إلى 6 طلقات .
لجنة المراقبة هاته تتشكل من ممثل عن : رجال الدرك الملكي، القوات المساعدة و الوقاية المدنية .
وهل سبق تساءلنا عن مصير الكمية المتبقية أو الفائض عن الاستعمال ، نتيجة خطأ في الإطلاق لدى بعض السربات ؟؟؟ للعلم يتم استحداث لجنة أخرى تدعى “لجنة محضر الإتلاف” بمعنى لجنة تشرف على إتلاف الكمية المتبقية من “البارود” بعد انتتهاء مدة المهرجان المشار لها بطلب الترخيص، إما عن طريق إضرام النار فيها أو عن طريق تصريفها عبر المياه العادمة ، ثم تحرير محضر للإتلاف.