برزت شخصية”الشيخة” كشخصية رئيسية في عدد من الانتاجات التلفزية الرمضانية هاته السنة، وهي الشخصية التي أثارت العديد من النقاشات بمختلف المنصات و مواقع التواصل الاجتماعي ،وانقسم المغاربة على اختلاف مستوياتهم وتكوينهم… بين ناقم ومتعاطف مع شخص “الشيخة”…
بعيدا عن هذا الجدل الذي نعت و نعتناه ايضا ب”العقيم” لن نضرب في ذات”الشيخة” كما لا نمجد ذوات اخرى،فكم من “فقيه ترجينا بركتو ودخل لجامع ببلغتو” كما يقول المثل المغربي، وكم من”شيخة”فرضت احترامها على أكابر القبيلة ووقفت شوكة في حلق الخونة ورجال الفرنسيس والتاريخ يشهد على ذلك، هذا فضلا عن ادوارها الاجتماعية و الاقتصادية و(الثقافية/التراثية…داخل القبيلة،والحي والمجتمع ككل،ولا أحد يجادل في ذلك.
غير ان الغريب و المثير في الامر،انه بالإضافة لمسلسل”المكتوب” ببطلته”الشيخة حليمة” وما اثاره من جدل،نلاحظ ايضا ان مسلسل”نصف قمر” على القناة الاولى، تلعب فيه الممثلة منال امين دور “الفنانة الشعبية” التي تغني في الأعراس و المناسبات، زد على ذلك برنامج “مداولة” في حلقته امس الاحد، التي عرضت قضية “الشيخة” التي كانت بطلة الحلقة و القضية… لتنضاف سكينة دراييل (في مداولة)ل دنيا بوطازوت (في المكتوب) ومنال امين (في نصف قمر)
وكأن قسما البرمجة بالقناتين “الأولى و الثانية” اتفقا على ان تكون “الشيخة” هي شخصية الشهر الرمضاني،ولعلها الزلة الحقيقية، إذ لابد من إعمال الذكاء في ملائمة الانتاج التلفزي في شموليته مع خصوصية الشهر الكريم،وليس فقط في إنتاج برامج دينية وحلقات صوفية، يتم عرضها ما بعد منتصف الليل.
ومع كل الاحترام لشخص”الشيخة” التي تحترم نفسها و فنها… الا ان السؤال و التساؤل يفرض نفسه علينا جميعا :
هل “الشيخة” هو النموذج فعلا الذي أصبح يشغل بال كتاب السيناريو المغاربة؟ هل هذا هو النموذج الذي تريد مؤسساتنا الإعلامية تسويقه والترويج له؟؟؟ ام هو قصور فكري ابداعي عام ؟؟ ام تواطؤ مقصود لطمس النموذج و القدوة لدى أجيال هذا الوطن ؟؟؟