بقلم : وفاء قشبال
تعادل اليوم المنتخب المغربي أمام نظيره الاسباني بهدفين لمثلهما،ومرة أخرى الكثير من القيل و القال حول مشروعية الهدف الثاني الذي رفضه حكم المقابلة،و لم يقبله إلا بعد الرجوع إلى تقنية الفيديو،هاته التي لم يستفد منها المنتخب الوطني في مباراته السابقة أمام البرتغال، حيث أكد جميع الخبراء في مختلف “بلاطوهات” القنوات الدولية التي عرضت لقطات من المباراة ،(أكدوا) تغاضي الحكم عن ضربتي جزاء لا غبار عليهما .
و بغض النظر عن نتيجة مباراة اليوم و سابقتها ، فقد تأكد على الورق،خروج النخبة الوطنية منذ خسارتها المباراة الأولى أمام المنتخب الإيراني بهدف واحد،سجله “بوحدوز” ضد مرمى النخبة الوطنية، قبيل صفارة الحكم ،بعدما أحبط الأسود كل محاولات المنتخب الإيراني للوصول إلى الشباك خلال الوقت القانوني للمقابلة،بالمقابل كانت سيطرتهم شبه مطلقة على المباراة ،إنما سوء الحظ عاكس المنتخب الوطني ولم تترجم محاولاته للتسجيل إلى هدف فعلي وكانت النتيجة نهاية تراجيدية بهزيمة غير متوقعة للأسود.
و رسميا خرجت النخبة الوطنية من المونديال عند خسارة المباراة أمام البرتغال (1ـ0)، و التي كان بطلها دون منازع الحكم الأمريكي ” مارك جيكر ” الذي أفسد روعة المباراة و حرمنا الاستمرار في المنافسة ولما لا,انتزاع بطاقة التأهل لدور المجموعات، وهو سوء حظ من نوع أخر، أوقعنا بين يدي حكم سجله حافل بالأخطاء و الانتقادات أو ربما هو اختيار مقصود ـ لغرض في نفس يعقوب ـ
وبعيدا عن نظرية المؤامرة، البعض تمنطق أكثر من المنطق نفسه وذهب إلى القول : لو أن المنتخب سجل أهدافا فعلية ما كان هذا الحكم أو غيره أن يرفضها أو يتغاضى عنها، وإن كانت بالفعل كرة القدم لا تؤمن إلا بالأهداف، إلا أن سؤالي لهؤلاء: أليس التغاضي عن ضربة جزاء هو حرمان صريح من هدف محقق ؟؟ وبالتالي ما أقدم عليه هذا الحكم لم يحرمنا قط، هدفا أو اثنين، ولا حرمنا الفرصة الكاملة للاستمرار في المنافسة الشريفة، بل على الأكثر من ذلك، فقد تسبب في إهانة لـ “الفيفا” وحكامها و كذا المنتخب البرتغالي نفسه، لأنه في اعتقادي أن المنتخب البرتغالي (بطل أوربا) هو في غنى ، عن تدخل حكم أمريكي لحسم نتيجة مباراة ما لصالحه ،مهما كانت جسارة الخصم ، هذا أولا، والأمر الثاني و الأمر على المغاربة جميعا، هو سياسة الكيل بمكيالين في توظيف تقنية الفيديو التي استخدمت لإنصاف منتخبات وحجبت عن منتخبات أخرى أولها المغرب، البلد المحب لكرة القدم ، ودائما ما يقدمها و يروج لها عن عشرات الرياضات الأخرى ، وبالتالي أمر مشين بالفعل أن يتعرض المغرب لمثل هاته المعاملة دون أن تتدخل الفيفا بمختلف أجهزتها لإنصاف منتخبه الكروي .هذا من جهة، من جهة أخرى، و لأنه لا يصح إلا الصحيح فلقد تمكن المنتخب المغربي من حصد تعاطف دولي كبير بسبب ما تعرض له من حيف في هاته المباراة. وربح إعجاب الجماهير الدولية ، حيث أشاد بمستواه كبار اللاعبين و المدربين على المستوى العالمي ، واعتبر أفضل من مثل باقتدار المنتخبات العربية و الإفريقية في هذا المحفل الدولي . ورغم إقصاءه المبكر إلا أنه أبان عن علو كعبه في هاته المباريات 3 فقط.
وبالعودة لتعادل أسود الأطلس أمام”الثور الاسباني” اليوم، كثيرون هم من اعتبروا النتيجة ، تعادلا بطعم الفوز.
إذن، خرج المنتخب الوطني من الدور الأول لمونديال روسيا 2018، لكنه و بإجماع عربي و دولي، خرج مرفوع الهامة من الباب الواسع للمونديال ،إثر أداءه التقني المتميز و الأهم “القتالية” و حب القميص الوطني ،و لولا سوء الطالع في المباراة الأولى و مهزلة التحكيم” في المباراة الثانية لكان الوضع مختلفا يقينا.
علما أن المنتخبات مصر،و السعودية و تونس خرجت هي الاخرى من الدور الاول .
فحظ موفق لممثلي القارة السمراء