حوارته : وفاء قشبال / الرباط ( ارشيف2013)
الفنان محمد بنهمو واحد ممن أسقطتهم سهوا عدسة الكاميرات وأقلام الصفحات الفنية، لأنه ببساطة لا يجري خلفها و يرفض تماما شراء ما عبر عنه ب”الكتابة المدفوعة الأجر”.
ضيف كابيطال بريس اليوم هو الملحن “محمد بنهمو” ابن مدينة مراكش، مواليد 1965 ،
في حوارنا مع الفنان”محمد بنهمو” كشف لنا بكل تلقائية، على أن الفنان المتعفف دائما لا تسلط عليه الأضواء و لا ترصد الصحافة أعماله الفنية،وهو يعتبر نفسه و احدا من هؤلاء،علما أنه الابن البار لدار البريهي مذ كان مذيعا بالإذاعة الوطنية سنوات 1971ـ1972ـ1973.
ولصبر أغوار تجربته الفنية، كان السؤال البديهي “متى كانت البداية وكيف ؟؟؟
فكانت الإجابة كالتالي :
ـ البداية كانت مع الموهبة ” التي تمخض عنها تلحين قصيدة”اراكي” للشاعر أبو القاسم الشابي، في أوائل السبعينات،لكني فضلت أن أصقل الموهبة بالدراسة ،فالتحقت بالمعهد الوطني سنة1975 وتخرجت منه أستاذا لآلة العود و”الصولفيج”سنة1983 .
ـ وما هو أول أعمالك بعد التخرج ؟؟
ّ أول عمل لي كان هو قصيدة “أراكي لأبي القاسم الشابي، أعدت انجازها ليؤديها المرحوم اسماعيل أحمد سنة 1978،رفقة الجوق الوطني برئاسة المرحوم عبد القادر رشدي ، بعدها أغنية”نار الفراق” من كلمات و أداء الفنان فتح الله المغاري. ثم محاورة”موسم القمح” بين المرحومة تحفة المذكوري و الفنان محمد شفيق، ثم قطعة و طنية “شعب الحرية”أدتها الفنانة حياة الإدريسي…
فسألناه ـ مع هذا الزخم الفني منذ سنة 1987 ـ لماذا اسمه يغيب عن المشهد الإعلامي مقارنة مع فنانين وملحنين اخرين ..؟؟؟؟
ـ ضيفنا رد بكل تلقائية : البعض يجري وراء الكتابة المدفوعة الأجر ويستعرض أعماله المنجزة الغير المنجزة ايام عدسات الكاميرات لتلميع صورته والنفخ فيها، فتدخلت بالسؤال ، أتقصد أن بريق الشهرة لا يستهويك ؟؟
ـ الشهرة أنواع،والشهرة أيضا ليست في إدراك المادة فقط،وأكيد أن الشهرة المجانية أو المدفوعة الأجر لا أهتم بها.إنما الشهرة المبنية على الأخلاق الطيبة و التعامل و التواضع… و الحمد لله أنا معروف في الوسط الفني بمساعدة الشباب و دعمهم، ولا أبخل على أحد بالنصح و التوجيه و مد يد المساعدة، كما أن سمعتي طيبة بين الفنانين أحترمهم و يحترمونني.
ّ ما هو التلحين بالسنة إليك الأستاذ بنهمو ؟؟
ـ البعض يعتبرها صنعة ،إنما التلحين عندي هو موهبة الموسيقى،التلحين تراكم و تفاعل المشاعر و الأحاسيس داخل ذات الفنان ،وبعد الدراسة و التحصيل يمكن أن نتحدث عن التعامل مع قالب الأوزان أو الصنعة ..
ّ ذذكرت الدراسة و التحصيل، نعلم أن هناك ملحنين وعازفين ماهرين لم يدرسوا الموسيقى أبدا .. ما رأيك بذلك ؟؟؟
ـ نعم صحيح،إنما أنا أقول أن هناك درجات في الفنانين و الملحنين والعازفين… هناك الفنان /المنفذ ، ربما يعيد أو ينفذ ما يعطى له باتقان كبير، وهناك الفنان المبدع ،الذي كلما توفرت له الدراسة و العلم و الانفتاح مجالات مختلفة .. كلما أبدع و أمتع جمهوره أكثر فأكثر.
ّ طيب من الناحية الفنية لحنت القصيد كما لحنت الزجل، أين تجد نفسك أكثر؟ و ما الفرق ببين الاثنين ..؟؟
ـ أكيد أن الاشتغال على الزجل يختلف عن الاشتغال على القصيد،لأن الزجل موجه أكثر للمغاربة خصوصا و يحتمل الألحان المغربية الصرفة،عكس القصيدة. وبالنسبة لي أعتقد أن ما يصدر من القلب يصل إلى القلب و ما يصدر عن الحنجرة لا يتعدى طبلة الأذن سواء كان زجلا أو قصيدة.
ّ تعاملت مع العديد من الفنانين المغاربة، فهل تعاملت أيضا مع فنانين من العالم العربي ؟؟
ـ نعم تعاملت مع سلوى الصغير من لبنان في اغنية / محاورة، بينها و بين الفنان المغربي محمد شفيق سنة 1986،و هي عبارة عن حوار ما بين زوجين بعنوان”بيتي و بيت اولادي” .وتعاملت مع مغنية جزائرية في أغنية/محاورة بينها و بين محمد شفيق عنوانها”اتحادنا كولو خير”للشاعر المرحوم المختار التزنيتي.هاته الأغنية سجلت للإذاعة سنة1989،وهي سبب التحاقي أيضا بالجوق الوطني تحت رئاسة الاستاذ عمر الطنطاوي، وبدعوة من مدير الإذاعة المغربية أنذاك الأستاذ”عبد الرحمان عاشور”
ّ واضح أنك اشتغلت كثيرا على “المحاورات” فهل هي خاصية تميز الملحن”بنهمو” عن غيره من الملحنين؟؟
ـ ربما هي خاصيتي، لأنني أحب أن أشتغل على الأعمال الكبرى و لا ينتابني الملل من طول”المحاورات”، ببل سبق أن لحنت 4 قطع عبارة عن محاورات طويلة ضمن ملحمة واحدة، عنوانه “المغرب الأخضر”ّ قدمت سنة 2012 بمسرح محمد الخامس.
ّ الأستاذ بنهمو ، أخبرتني أيضا أنك تغني أيضا فهل من الضروري أن يمتلك الملحن صوتا جميلا؟؟
ـ ضروري، لأن جمالية الصوت لدى الملحن هي قيمة مضافة، وكل الملحنين الذين غنوا بأصواتهم، كانوا ناجحين أكثر في أعمالهم ،من أمثال :الموجي، رياض السنباطي،بليغ حمدي،سيد مكاوي،محمد عبد الوهاب ..