بقلم : وفاء قشبال
كلنا يعلم بعجائب الدنيا السبع وهي 7 إبداعات شيدها الإنسان من قديم الزمان ، كلنا يعرف :
1 الهرم الاكبر بالجيزة ، 2 منارة الإسكندرية ،3 حدائق بابل المعلقة ،4 تمثال زيوس ،5 ضريح موسولوس ، 6 هيكل ارتميس ، 7 تمثال رودس
إنما هل تعلم أن هناك عجائب سبع جديدة منذ سنة 2007؟ وان هناك عجائب الدنيا السبع طبيعية في عصرنا الحالي ؟ و السؤال الذي يشغلني وسيشغلكم ايضا هو بعد كم قرن وبأي جيل ستتغير العجائب ا لسبع الحالية بأخرى مستقبلية ؟ معا سنجيب عن السؤالين الأول والثاني و سنترك الثالث لوقته و حينه و جيله.
مبدئيا، نتفق على أن هاته العجائب السبع لم يصلنا منها إلا بعض الصور التقريبية أو أنقاض و بقايا ، وفقط “الهرم الكبير” الوحيد من هاته العجائب السبع التي مازالت سليمة الى يومنا هذا،أما العجائب الست الأخرى فقد اختفت منذ أزمنة بعيدة بفعل الزلازل و البراكين أو الحرق و الهدم جراء الحروب . و ما نعرفه بشأنها هو ما ذكر عنها بالأساس في كتيبات إرشادية يونانية يعود تاريخها للقرنين الاول و الثاني قبل الميلاد. ككتيب أنتيباتر الصيداوي وفيلون البيزنطي، وهو ما يفسر لماذا العجائب السبع القديمة كلها تنتمي لحوض البحر الأبيض المتوسط. وكأن الجنس البشري لم يفلح في تشييد تحف معمارية في جهات أخرى غير حوض المتوسطي في ذات الفترة ، وبالطبع لا، لان حضارات حوض البحر الأبيض المتوسط سبقتها وعاصرتها حضارات أخرى بجهات أخرى من العالم كحضارات بلاد الرافدين، حضارة السند ، حضارة المايا وقد كشف التاريخ عراقة هاته الحضارات و براعة شعوبها في إعمال عقولهم في مجالات مختلفة بما فيها المعمار، وسيطرة حضارات حوض البحر الأبيض المتوسط على لائحة عجائب الدنيا السبع ، هي فقط بسبب تلك “الكتيبات السياحية” التي وصلتنا، و هنا أفتح القوس لاقول، أن إنسان حوض البحر الابيض المتوسط كان لديه الوعي المبكر بأهمية “الدعاية” و علوم الـ”التسويق” و ما يصطلح عليه اليوم بـالـ”ماركتينغ” فقد سوقوا لإبداعاتهم،لجيوشهم، لمنجزاتهم .. وحتى لأساطيرهم الخيالية..
نعود لموضوعنا ،فباعتبار أن العجائب السبع القديمة اختفت و لم يراها أي جيل من أجيال العصر الحديث ولا حتى أجيال العصور الوسطى قبلها، ،وباعتبار أيضا،أن فلسفة لائحة عجائب الدنيا السبع هي تجميع أجمل و أروع ما شيده الإنسان معماريا، فلاشك أن إنسان العصر الحديث سيتفوق بكثير في هذا المجال، بفضل التطورات العلمية و التقنية التي بلغها العقل البشري في عصره . لذلك فمن المنطقي جدا أن يأتي زمان تتعالى فيه الأصوات للمطالبة بتحديث لائحة عجائب الدنيا السبع . بل من باب الإنصاف لإنسان العصر الحديث كان من الضروري طرح فكرة التصويت على لائحة عجائب الدنيا السبع الجديدة ، كان ذلك سنة 2000 من قبل السويسري الكندي “برنارد فيبر” وفي 30 مايو تم انشاء مؤسسة العجائب السبعة الجديدة اللاربحية، سجلت بسويسرا، لتكون واجهة للمشروع ، وبحلول سنة 2005 توصلت المؤسسة ب 200 مقترح ،ثم أطلقت التصويت عبر الانترنيت لحصر المقترحات في 77 مقترحا.
وبلشبونة البرتغالية، وبتاريخ 7/7/2007 تم الكشف عن لائحة عجائب الدنيا السبع الجديدة. وقد اشرف 7 من أشهر المعماريين في العالم على اختيار اللائحة ما قبل النهائية،على رأسهم الرئيس السابق لليونسكو “فدريكو مايور” حيث تولت اللجنة تجميع وحصر المقترحات في 3 قوائم تضم كل قائمة منها 7 مقترحات، من أصل 77 مقترحا. قبل أن يحسم التصويت في أمر القائمة النهائية لعجائب الدنيا السبع الجديدة . التي اشترط فيها أن تكون قد بنيت قبل سنة 2000 وتكون واقفة صامدة الى غاية انقضاء موعد التصويت.
دعونا نسردها مباشرة :
ـ مدينة تشيتشن التي بنيت من قبل شعب المايا، في بلدة تينوم في ولاية يوكاتان المكسيكية.
ـ تمثال المسيح الفادي بالبرازيل و بالضبط صمم على قمة جبل كوركوفادو الواقع في مدينة ريودي جنيرو، ليصبح أيقونة للمدينة وللبرازيل ككل. التمثال يصنف ضمن فنون الـ”أرت ديكو” انطلق بناءه سنة1922 وجرى افتتاحه 1931.
ـ سور الصين العظيم الذي يمتد لأزيد من 21 كلم. وهو مشروع دفاعي عسكري قديم ،يستمد عظمته ليس فقط من طوله وضخامة تحصيناته و تاريخه العريق بل من جهد وتضحيات الشعب الصيني الذي شيده بدمائه قبل عرقه
ـ مدينة ماتشو بيشو القديمة وهي مدينة بنيت من قبل شعبالإنكا في القرن الخامس عشر، وتقع بـ”كوزكو”في دولةالبيرو بين جبلين من سلسلة جبال الانديز على ارتفاع 2340 متراً فوق سطح البحر
ـ البتراء: وهي مدينة أثرية تاريخية تقع في جنوب المملكة الاردنية. وتعرف بالمدينة الوردية” كذلك .
ـ الـ”كولوسيوم” او المدرج الفلافي العملاق الموجود وسط مدينة روما بإيطاليا، ويعود تشييده إلى ما بين عامي 70 و 72م خلال حكم الامبراطور الروماني “فلافيور فسبازيان”، ليكون شاهدا على عبقرية الهندسة الرومانية.
ـ ضريح تاج محل بالهند الذي شيده الملكشاه جهان الإمبراطور المغولي (1630 – 1648)
وتلبية لفضول البعض فلائحة قبل النهائية ضمت أيضا الاكروبوليس باليونان،قصر الحمراء باسبانيا،معبد انغكور وات بكمبوديا، جزيرة الفصح او جزيرة القيامة بالشيلي،برج إيفل الفرنسي ،جامع ايا صوفيا بتركيا، معبد كيوميزو باليابان،كاتدرائية القديس باسيل والكرملين و الميدان الأحمر بروسيا،قصر نويشفانشتاين بألمانيا، تمثال الحرية بأمريكا، تذكار ستونهونغ بانجلترا ، دار الاوبرا سيدني بأستراليا، ثم مدينة تمبوكتو الواقعة شمال دولة مالي.
وضدا عن المنطق ، المبادرة لم تلق الإجماع الإعلامي بل هناك من لم يعر الأمر اهتماما يذكر، في حين إخواننا في مصر انتقدوا المبادرة انتقادا لاذعا،طبعا لان هرم الجيزة ضمن اللائحة القديمة ولايزال صامدا إلى اليوم، بالمقابل هناك من انخرط في المبادرة كليا، كدولة الأردن التي شجعت شعبها على التصويت لـ”البتراء”.
وبين مؤيد ومعارض يبقى السؤال بعد كم قرن وبأي جيل ستتغير العجائب ا لسبع الحالية بأخرى مستقبلية ؟