و ذلك بمبلغ إجمالي قدره 135 مليون أورو (1.5 مليار درهم)، وذلك بأجل استحقاق يصل إلى عشر سنوات.
وأوضحت المجموعة، في بلاغ، أن هذا الإصدار الهام للسندات الخضراء بالأورو، الأول من نوعه في القطاع البنكي الإفريقي، ستقوم به مؤسسة التمويل الدولية، التابعة لمجموعة البنك الدولي، ومؤسسة بروباركو، التابعة للوكالة الفرنسية للتنمية والمختصة في تمويل القطاع الخاص، وذلك بمبلغي 100 و35 مليون أورو على التوالي.
من جهة أخرى، أبرز البلاغ أن ملاءمة السندات الخضراء للمجموعة جرى اعتمادها من قبل بنك الاستثمار، الهيئة المرموقة ذات الشهرة العالمية.
وقال عبد السلام بناني، المدير العام المساعد المكلف ببنك الاستثمار والتمويل بالمجموعة، إثر التوقيع على عقود الاكتتاب، “إن الأمر يتعلق بعملية استراتيجية تميز، من جهة، تموقعنا كبنك رائد في تمويل مشاريع الطاقة المتجددة، ومن جهة أخرى، تدل على الثقة التي تحظى بها مجموعة البنك الشعبي المركزي لدى كبرى المؤسسات المالية الدولية”.
وذكر البلاغ بأن الأموال المطروحة من خلال هذا الإصدار الهام ستوجه لإعادة تمويل مشاريع الطاقة المتجددة المغربية التي تحمل مزايا بيئية وتروم بالخصوص خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وتؤكد هذه العملية غير المسبوقة في القطاع البنكي الإفريقي طموح المجموعة لأن تصبح فاعلا مرجعيا للتنمية المستدامة، وتعكس انخراطها في تمويل الأنشطة ذات البصمة الكربونية المنخفضة، المجال الذي راكمت فيه عدة عمليات تمويل لمشاريع واسعة النطاق.
وأبرزت مؤسسة التمويل الدولية وبروباركو، في بلاغ مشترك، أن الهدف من هذه العملية هو إحداث آلية للتمويل المستدام كي تتمكن البنوك من التكفل باستثمارات طويلة الأجل في الأصول الخضراء، عبر توجيه الأموال المؤسساتية الخاصة نحو التمويل المناخي من خلال الأسواق المالية.
ويندرج هذا الاستثمار الجديد في إطار استراتيجية مؤسسة التمويل الدولية الشاملة الرامية لإحداث أسواق عن طريق فتح استثمارات لتمويل مشاريع القطاع الخاص وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة المتجددة والنجاعة الطاقية.
وقال مؤيد مخلوف، مدير مؤسسة التمويل الدولية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، “إن مكافحة تغير المناخ يعد أولوية بالنسبة لمؤسسة التمويل الدولية في المنطقة والمغرب نشيط جدا في هذا المجال”.
وأضاف أنه “استنادا إلى شراكتنا طويلة الأمد مع البنك الشعبي المركزي، نسعى لتشجيع المزيد من استثمارات القطاع الخاص في المشاريع الطويلة الأجل للطاقة المتجددة، ما يمهد الطريق لتحقيق تنمية ونمو اقتصادي أكثر استدامة”.
من جانبه، قال يزيد صافير، مسؤول مكتب شمال إفريقيا ببروباركو، إن هذه المبادرة “المبتكرة والتاريخية تتماشى مع الالتزامات التي تعهد بها المغرب العام الماضي خلال كوب 22 بمراكش”، مضيفا أن هذه العملية الرائدة لبروباركو “ستمكننا من تحفيز سوق رأس المال المغربي وتطوير اكتتابات جديدة في السندات الخضراء في مناطق جغرافية أخرى، مع تعزيز شراكتنا طويلة الأمد مع مجموعة البنك الشعبي المركزي”.
ويرتقب أن يساعد التمويل في توفير ما يعادل 938 ألف طن من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون سنويا في المتوسط، وما يعادل 17,36 مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون من الغازات المسببة للاحتباس الحراري على مدى الفترة المتبقية للمشاريع الممولة.
وحدد تقرير مؤسسة التمويل الدولية حول فرص الاستثمار المناخي، الصادر في شهر نونبر 2016، فرص الاستثمار المناخي في بعض القطاعات في قيمة 23 ألف مليار دولار في 21 دولة صاعدة بحلول عام 2030 وب68 مليون دولار بالمغرب. ويأتي المناخ في صلب أولويات بروباركو التي التزمت بتخصيص ملياري أورو بحلول عام 2020 لمشاريع تساهم في محاربة التغيرات المناخية.
ويساهم برنامج السندات الخضراء لمؤسسة التمويل الدولية في تشجيع الاستثمار الخاص في مشاريع منخفضة الكربون. وفي شهر يونيو 2017، أصدرت المؤسسة التمويل الدولية 5,8 مليار دولار كسندات الخضراء ب12 عملة.
عن : و م ع