كبيطال بريس :
بقلم : وفاء قشبال
من البداية قلنا وهللنا”كلنا ريان” وقلوبنا معه ومع أسرته المكلومة طيلة 5 ايام الماضية – حتى لا يزايد علينا أحد إنسانيا وعاطفيا –
وعن قصد لم نجاهر بهاته الاسئلة اثناء عمليات الإنقاذ ،وكنا نمني النفس ب إنقاذه وإعادته لاحضان والديه و أسرته أولا.
الآن وبعد إعلان وفاته قبل سويعات سلمنا الأمر لله تعالى له ما أعطى وله ما أخذ، ومع مرور الساعات يتزايد اليقين داخلنا ان حادثة الطفل ريان، فيها حكمة ربانية حقيقية ما من شك في ذلك.
انما مات ريان و تستمر الحياة… و يبقى السؤال مشروعا، هل جذب كل هذا الاهتمام وفتح الباب أمام قنوات بعينها لإطلاق “لايفاتها” مباشرة من قلب الحدث حتى تحول ريان ذو 5 سنوات،القابع في جب بعمق 32 مترا تحت الارض، (تحوله) إلى مادة دسمة في الداخل و الخارج. وكذا جلب جرافات وحفارات -رغم بداءيتها – كنا نأمل أن تكلل عمليات الحفر بالنجاح في الوقت المناسب لإنقاذ “ريان” وإخراجه قبل فوات الأوان. .. فهل كل هذا الاهتمام مجرد حظوة او”ازهر” ام واقعة”الطفل ريان” جاءت مواتية ل “بربكاندا” استغلت الوضع لشد اهتمام العالم بأسره و المغاربة خصوصا، عقب “أزمة المنتخب” المغبون الذي خرج خالي الوفاض من دور ربع نهائي الكاس الافريقية،في حين صرفت عليه ملايير الدراهم بسخاء ليس له نظير،كان الأولى ان ترصد هاته الملايير لشراء و توفير حفارات واليات كان من شأنها حسم انقاذ”ريان” في يومين او اقل. او صرفها في التكوين و التكوين المستمر لعناصر الوقاية المدنية وتكوين خلايا وكثائب مدربة و مجهزة للتدخل إثر الكوارث والمخاطر المستعصية التي تتطلب السرعة و الجاهزية والكفاءة…
و هل مأساة الطفل ريان و عائلته،كانت ملهاة دقيقة في توقيتها لمن له مصلحة في تحويل “انزعاج” المغاربة بعيدا عن الزيادات النارية في أسعار المواد الغذائية.وتمرير ما يمكن تمريره من مشاريع قوانين و اتفاقيات… داخل قبة البرلمان في غفلة من المغاربة…
والسؤال الأهم -قبل وبعد وفاة الطفل ريان- هو لماذا لم يردم البئر أساسا،من قبل الجهات المسؤولة بالاقليم، ان تقاعست الأسرة عن فعل ذلك؟؟ فلا يحكم علينا ان نعيش هاته التراجيديا التي اعتصرت قلوبنا جميعا طيلة 5 ايام ومعنا رواد الإنسانية من مختلف دول العالم الذين عاينوا و عاشوا رفقتنا هاته المحنة القاسية على قلوب البشر. وهي دعوة صريحة لإطلاق حملة وطنية لردم كل الآبار العادمة و الفارغة من المياه وبالتالي تفعيل دور الشرطة البيئية وشرطة المياه على وجه الخصوص ، وهنا نفتح القوس للقول ,ان شرطة المياه من شأنها مراقبة بناء و تسيبج حتى الآبار الممتلئة، ومراقبة استخدام المياه الجوفية التي تستنزف عشوائيا بعيدا كل البعد عن الاستهلاك الآمن الذي يراعي شروط الاستدامة المائية و البيئية عموما – ونغلق القوس –
إلى ذلك الطفل ريان ليس الاول و لن يكون الاخير،ونأمل أن تستمر شعلة الإنسانية هاته التي ايقظها فينا،وأن تستمر قلوبنا تدق عطفا و تعاطفا مع”ريانات” يموتون كل يوم في دهاليز المداشر و كهوف الجبال و الثلوج ووو..، قاسمهم المشترك،المعاناة من وطأة الفقر والحاجة والعوز،هؤلاء لازالوا بحاجة لكم و لتبرعاتكم ول “لايفاتكم” لتسليط الضوء عليهم و اخراجهم من غيابات الفقر و الجهل و اليتم…
كثير من ريان” في جنبات الطرق ووسط مدارات الشوارع، تقتلهم نظرات الاحتقار و كلمات النهر والسب و القذف كل دقيقة .
رحمة الله عليك يا ريان ونسأل الله أن يلهم والديك الصبر و السلوان
وانا لله انا اليه راجعون.