بقلم وفاء قشبال
انتقل من مشروع دولة اسلامية الى مشروع ليبرالية”، عبارة لبنعلي امين عام حزب الجبهة اسالت مداد اقلام كثيرة، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي هناك من ذهب الى نعته ب”عدو الدين”. بالمقابل، البعض يرى انه تعبير عادي بل وحاول ان يجعل منا امييين و يعود بنا الى شرح معنى الليبرالية وكاننا نجهله، ومن هاته الزاوية، شخصيا لا اجد أدنى مشكل ،لان المشكل فعلا ليس في الجزء الثاني من العباارة ، وانما في جزءها الاول “المغرب انتقل من مشروع دولة اسلامية الى ..” وهنا اسأل و اساءل هؤلاء المتعاطفين أو”المنبطحين” :من قال ان المغرب مجرد مشروع دولة إسلامية ؟ ومن قال انه “انتقل” من الاسلام الى غيره ؟؟؟؟؟ المغرب دولة اسلامية و الاسلام فيها متجدر منذ قرون بالرغم من اي شيء وكل شيء.., كيف يراها وترونها مجرد مشروع ؟؟؟
والمغرب دولة اسلامية بقوة الدستور الذي يقر في الفصل الاول أن”… الأمة تستند في حياتها العامة على ثوابت جامعة، تتمثل في الدين الإسلامي السمح، والوحدة الوطنية متعددة الروافد، والملكية الدستورية، والاختيار الديمقراطي” وفي الفصل الثالث يقر أن “الإسلام دين الدولة..” أولا و أخيرا والاستثناءات تناقش في مستويات اخرى.
وبالتالي فسياسي (محنك) ينبغي ان يراعي ما يقول حتى لا يقع في تناف مع مقتضيات دستورية بهذا الشكل. سؤال بسيط جدا لمن نصبوا أنفسهم -دونكيشوطات- يردون عن بنعلي ما اسموه ب-الهجوم-، ماذا عن – إمارة المؤمنين- وكافة قيمنا الوطنية ؟؟؟ التي تعد صمام أمان بالداخل والخارج و فخر المغاربة وكافة المسلمين أمام المنتظم الدولي ككل ويكفي ان نشير للمسلمين الأفارقة وطلاب العلم الذين يتخذون من المغرب مرجعا وقبلة للنهل من العلوم الشرعية و الفقهية، و التشبع بالقيم الإسلامية السمحة.
تجاهلنا بنعلي منذ نطق زلته الكبرى منذ ايام، إنما طلعت علينا شرذمة من …. تريد ان تقنعنا بما لا يمكن الاقتناع به،وتبرر العبارة الشهيرة بمحاولة تفسير فاشلة لمعنى”الليبرالية” والذي لا يجهله أحد.
واستزادة في التوضيح، وباعتبار ان الليبرالية ك مصطلح اجنبي، تعني ” التحررية “، مشتقة من كلمة “Liberaty”الفرنسية اي الحرية .
وهي مذهب فكري يركز على الحرية الفردية، ويرى وجوب احترام استقلال الأفراد، ويعتقد أن الوظيفة الأساسية للدولة هي حماية حريات المواطنين مثل حرية التفكير، والتعبير، والملكية الخاصة، والحرية الشخصية وغيرها.
ولهذا يسعى هذا المذهب إلى وضع القيود على السلطة، وتقليل دورها، وإبعاد الحكومة عن السوق، وتوسيع الحريات المدنية.
ويقوم هذا المذهب على أساس علماني يعظم الإنسان، ويرى أنه مستقل بذاته في إدراك احتياجاته(موسوعة المذاهب الفكرية المعاصرة)
فمن هذا المنطلق لنا اليقين ان هذا المذهب – في عمقه – مثله مثل كافة المذاهب الفكرية التي انتصرت للانسان، ونقول عنها انها جزء لا يتجزأ من الرسالات السماوية السمحة التي كرمت الانسان وحرمت استعباده،دون مزايدات من الغرب و منظريه وفلاسفته المتاخرين (عصر الانوار)
القصد، انه لا اعتراض على الليبرالية – بعد تكييفها مع قيمنا الاسلامية و الوطنية – في حد ذاتها عندما ذكرها بنعلي،انما ما أثار ثائرة المغاربة هو فعلا مصطلح “الانتقال” مع ما يفيده من معاني”التحول،التبدل،التغير من حال إلى حال” فلا تحاولون عبثا اقناعنا بأنه فقط كان صريحا في إقراره “الليبرالية” كنظام او مذهب فكري،اقتصادي،اجتماعي او سياسي…