إن “المسألة النسائية” أو “قضية النوع الاجتماعي ” في مغرب اليوم، بما يطبعه من توجه قوي نحو الإصلاح في جميع الميادين وعلى كافة المستويات، تمثل بؤرة تفاعل دينامي في مجتمعنا، يشجع عليه المتحقق من المنجزات والمكاسب، ويحفز على المضي في طريقه تعدد الاحتياجات والمطالب؛ وهي بالتالي تشكل مصب الكثير من المرجعيات المتفاعلة، منها الثقافي المجتمعي، والديني، والقانوني، والسياسي، والإيديولوجي؛ علاوة على المؤثرات المتعددة الفاعلة في هذا النطاق على نحو مباشر أو غير مباشر، ومنها التاريخي الموروث، كما منها العالمي المثاقف والوافد؛ إضافة إلى أنها محط اشتغال أطراف عديدة، من مؤسسات حكومية، ومنظمات مدنية، وهيئات دولية؛ وهو ما يفرض جهداً في التتبع والاستيعاب ، وينفتح على شتى الأسئلة النقدية والاستكشافية في هذا المجال المتعدد الأبعاد والمستويات، بما يمثله من تراكم فكري، وما يتسم به من تنوع في المناهج والمواقف، ومن تعدد في التصورات والمنطلقات، وما يعكسه بالتالي من مطامح وتطلعات.
من أجل ذلك، ومساهمة في إغناء هذا الموضوع الحيوي، عبر التحليلات والرؤى والاجتهادات إزاء الحال والمآل، تطرح مؤسسة علال الفاسي موضوع “ المرأة المغربية وتطور المجتمع” ليكون مجالا للباحثين المتبارين لنيل جائزة علال الفاسي، في دورتها الثانية عشرة(12).