في الوقت الذي تتبجح فيه الحكومة والمسئولين بشعارات من قبيل ” الصــحة للجميع ” و ” التطبيب حــق دستـوري “، تقبع ساكنة بويزكارن ونواحيه منذ سنوات في حالة من الإهمــال بسبب لامبالاة وتجاهل المجالس المتعاقبة على تسيير البلدية و المسئولين عن القطاع الصحي بالإقليم وبالجهة على حد السواء للمطالب المشروعة للسكان في تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة من مستشفى القرب ومن المركز الصحي الوحيد بالمدينة خاصة بعد إغلاق المستشفى العسكري في وجه السكان المدنيين 2007 و تحويل خدماته إلى كلميم وبالتالي يكرس هذا أزمة الإقصاء والتهميش التي تعاني منها بويزكارن في جميع الميادين وتؤكد بالملموس الإبقاء عليها ومنذ زمن بعيد .
إن ساكنة دائرة بويزكارن ونواحيها : الأخصاص – أيت بوفلن – أيت الرخا – إمجاظ وتمنارت – فم الحصن- تيمولاي – إفران – أداي – تغجيجيت وتكانت بساكنة تتجاوز 50000 نسمة والتابعة إداريا لنفوذ أقاليم طاطا وسيدي ايفني وكلميم باتت تعاني من الواقع الهش و المرير الذي يعرفه مستشفى القرب والذي بدء العمل به منذ سنتين وكل مرة وحين تسجل وفيات لنساء حوامل ولأطفال في مقتبل العمر و لشيوخ و لفئات عمرية أخرى بسبب نقص في الموارد البشرية و الأطباء الاختصاصيين حيث أصبح ذات المستشفى مختزلا في بناية جميلة تفتقد لمن يسعف المرضى وتقتصر فقط على إرسالهم إلى وجهات أخرى إن توفرت سيارات الإسعاف لذلك .
والحال هذا تحمل الساكنة كامل المسؤولية الأخلاقية والقانونية للوزارة الوصية ولمندوب الصحة بكلميم الذي ما فتئ يستعير الموارد البشرية للمستشفى لسد الخصاص بكلميم كلما سجل نقص هناك كما أن غطرسته حالت دون تمكين المستشفى من موظف يقوم بمهام الصندوق ويستخلص واجبات التطبيب من المرضى .
ويشهد قسم المستعجلات بالمستشفى إقبالا كبيرا وعلى مدار اليوم من الجميع عسكريين كانوا أو مدنيين طالما أن نفس المندوب يمانع في توفير طاقم من طبيب أو اثنين بالمستوصف الحضري الوحيد بالمدينة والذي تنفث بناياته المتهالكة ولعقود من الزمن مادة الأميونت الخطيرة المسببة للسرطان ، ناهيك عن غياب للأدوية.
وفي ظــل هذه السياسات اللا مسئولة واللا إنسانية تم تسجيل عدد من الوافيات في الأيام الماضية ( سيدة حامل بتوأمين وطفل ذو 12 سنة…)، مما يؤكد بالواضح تلاعب المسئولين أيا كان موقعهم واستهتارهم بأرواح المواطنين، وتملصهم من المسؤولية الملقاة على عاتقهم.
هو إذا واقع مظلم لبد سماء بويزكارن بلون السواد القاتم و جثم على قلوب الساكنة وزاد من معاناتهم، وجهارا للحق، فإن المواطنين و فعاليات المجتمع المدني تستنكر الوضع الكارثي الراهن في ظل سكوت المنتخبين و تطالب بالتدخل العاجل لفتح تحقيق جدي حول هذه الكارثة الصحية ومعاقبة المسئولين ممن يفتقدون الضمير المهني والوازع الأخلاقي ويطالبون بالإسراع بتوفير الأطر الطبية والشبه الطبية وموظفين إداريين لضمان تحسين جودة الخدمات بمستشفى القرب لبويزكارن في القريب العاجل ،قبل الدخول في أشكال تصعيديه و جماهيرية نضالية مفتوحة لصيانة كرامة المرضى بالجماعات السالفة الذكر وللمطالبة بتوفير الحق في التطبيب والعلاج .
” لن يكلفنا النضال أكثر مما كلفنا الصمت “