بقلم : وفاء قشبال( أرشيف 2011/10/9)
اليوم بالذات ،تداول الشارع الرباطي بإسهاب إشكالية تعارض الحجاب أو اللباس الشرعي للمرأة المسلمة مع عدد من المهن والوظائف ، فتتعدد التساؤلات وتكثر المساءلات: ما وجه التعارض بين ” الحجاب” وهاته المهن ؟ ما العلاقة الخفية بين لباس وكفاءة المرأة نفسها؟ وهل طبيعي أن تقصى المرأة بسبب نوع لباسها؟
هاته الأسئلة ليست حديثة العهد ، إنما هي أسئلة قديمة /متجددة، طالما لم توجد لها ردود حاسمة ونهائية، واليوم تطفو على السطح من جديد ، هاته الأسئلة/ الإشكالية مع حرمان ” المحجبات” من اجتياز المباراة الخارجية للمحررين، يوم السبت المنصرم بمدينة الرباط ،وكانت المديرية العامة للأمن الوطني قد أعلنت قبل حوالي الشهر عن شروط ولوجها.
في حين، وبالنظر إلى بعض الدول الـعربية والخليجية منـها عـلى الخـصوص والتي كثيرا ما نتهمها بتدني مستوى احترام “حقوق الإنسان” بها، مقارنة مع المغرب، نجد على أنها استطاعت فعلا، أن تجد صيغ مناسبة لإدماج المرأة في الأسلاك الأمنية والعسكـرية بـل وفـي وحـدات مـكـافحة الإرهـاب، كما هو
الشأن بالنسبة للجمهورية اليمنية مثلا. فهــل يستعـصي الأمـر علـى المغرب ؟
والواقع، بالنسبة للقطاع الخاص والشركات والأبناك… الفتاة المغربية المحجـبة أقـنعت نفسـها بنفسـها ـ منذ مدة ـ بمبررات بعيدة كل البعد عن التبرير أو الإقناع، إنما سلمت بإقصائها من هذا القطاع، اعتبارا للمقولة الشهيرة” من حكم في ماله ما ظلم” لكن، أن يتحول هدا الوضع إلى شبح مخيف، يطـاردها في الوظيفة العمومية ، والمصالح التابعة للدولة أيضا َََََ، هنا تجد نفسها أمام إجحـاف وإقـصاء واضح لـها كامرأة مسلمة، اختارت الالتزام بزيها الشرعي ، وكأن البعض ينتقم منها لذلك، أويحـرضها بطريقة غير مباشرة لنزعه، والانضمام إلى فيالق المتبرجات.
وعـموما من المشـين جـدا أن يتم تقييم كفاءة المرأة، بناء عـلى مظهـرها الخارجـي أو نــوع لبـاسهـا أعتقد أنـه تــقـزيم للمرأة وطمس لقدراتــها، وحيــف في حــقها، في ضل دستـور يقـر بالمساواة بـين
بـين الرجل والـمرأة، وتحقـيق مـبدأ تكافــؤ الفرص ومكافحة كل أشكال التمييز(الفصل19)، مفارقـات غريبة !!! ومسافات ضوئية بين التعديل و التفعيل، و هذه إشكالية أخرى.
والأهم، علينا جميعا أن نكون واعين بخطورة هذا الحيف في حق أخواتنا وبناتنا، ومن المفـترض أن تفطن لذلك، جميع المنظمات النسائية ـ بكل أطيافها ـ التي تدعي الدفــاع عن حقوق المرأة المغـربية وتناضل من أجل رفع الظلم عنها، في شتى الميادين وعلى مختلف الأصعدة: السياسـية، الاجتمـاعيـة الاقتصادية وغيرها، إنما الغريب في الأمر، أنها نادرا ما تثير هذا الحيف، الذي يطال المرأة المحـجبة
وكأنها ليست جزء لا يتجزأ من المرأة المغربية !!!
و الحالة هاته، سيظل السؤال مطروحـا، لـماذا تقصى المرأة المحجبة من الـولـوج لـبـعـض الوظـائـف العـمومـية والـشـبه عمـومـية؟ وكأنها نـشاز في المجتـمع، أو هـي الاستـثناء في بلد يـفترض أن ديـنـه الإسـلام، مـنـذ قـرون مـضت، والفــصل الثالــث من الدسـتور الجديـد يؤكد ذلك ” الإسلام ديـن الدولـة والدولة تضمن لكل واحد حرية ممارسة شؤونه الدينية ” ، وهاته مفارقة أخرى.