السجينات لبديعة الراضي.. نبش في الذاكرة الجماعيةوفرصة لإحياء الوحدة المغاربية عبر الفنون

متابعة : وفاء قشبال

غير بعيد عن شوارع الرباط التي شهدت أمس الاربعاء، احتجاج الأساتذة المتعاقدين في ذكرى 20 فبراير، شهد ركح قاعة باحنيني” انتفاضة امرأة و ثورتها عن ذاتها و عن الآخر… من خلال مسرحية السجينات التي قدمتها فرقة المشهد المسرحي، لمخرجها “سعيد غزالة” 

 العرض  المسرحي اعتبر  بمثابة بؤرة ضوء  سلطت على مرحلة حرجة  من تاريخ  المغرب المعاصر  او ما يعرف ب” سنوات الجمر و الرصاص” خصوصا إذا ما علمنا أن مؤلفة النص هي الإعلامية و المؤلفة المسرحية “بديعة الراضي” وبالتالي غير مستبعد ان يكون النص هو نبش في الذاكرة الجماعية و الخاصة للمؤلفة التي عايشت تلك الفترة وخاصة من داخل الحرم الجامعي.

العرض المسرحي يحكي معاناة امرأة مع الاضطهاد و التسلط … امرأة ضحية  ايديولوحيات،ضحية نزوات،ضحية جسدها الذي يجعل منها مطية للرجل وبثنائية المرأة و الرجل (البطلة و البطل)بالاضافة الى التقابلات الاخرى(القيود الحرية،الاضطهاد،الديموقراطية،الظلم العدل،الحياة الموت، الروح الجسد…) و التي من خلالها أيضا طرح العرض العديد من الظواهر المجتمعية القديمة الجديدة كالسادية ، زنى المحارم ،اغتصاب الاطفال … وصولا الى اغتصاب الحقوق الإنسانية حيث يصبح المواطن يتأوه من وطنه وهو ما برعت وتالقت في تجسيده الكاتبة و المخرجة و الممثلة التونسية “نورا العرفاوي” باحترافية كبيرة، إلى جانب الممثل المغربي محمد الزيات.

إلى ذلك فقد أعد النص للخشبة “محمد بلغازي،و أنجز ديكور ها “إدريس غزالة”،  وفي المحافظة العامة “إيمان الحاجب”، و”مصطفى العلوي” في إدارة الخشبة .

وبالمناسبة صرحت العرفاوي  لكابيطال بريس الالكترونية ان الاشتغال على الدور لم يكن بالأمر السهل، خصوصا و أن النص من كتابة صديقتها بديعة الراضي التي تتقاسم و إياها هم الكتابة للمرأة ومناصرة قضايا المرأة العربية، كل من موطنها و من زاويتها الإبداعية، إلا أن مسرحية “السجينات” نجحت في جمع المبدعتين وطي المساحات الجغرافية ما بين الرباط وتونس انطلاقة و بادرة فنية تحتدى في السعي نحو إحياء الوحدة المغاربية فنيا على الاقل، عبر استقطاب و إخراج أعمال فنية أخرى تجمع ما بين الفنانين من مختلف دول المغرب العربي أو” الكبير” في أفق بلوغ وحدة مغاربية استراتيجية تجعل من الشمال الإفريقي كثلة موحدة.

الجدير بالذكر فقد انطلقت المسرحية واختتمت بمؤثرات صوتية وبصرية تحيلنا على الرصاص و سيارات “البوليس” والبطلة تتاوه من سجنها وظلم سجانها. 

 

 

نورة العرباوي أي نهاية عرضها مسرحية السجينات بالرباط

شاهد أيضاً

الناصري: الفريق ليس فريق المكتب المسير بل فريق زاكورة …

كبيطال بريس تحاور عبد البر  الناصري رئيس نادي  الاتحاد الرياضي لزاكورة، وتسليط الضوء على أسباب …