أبريل والقائمقام

بقلم : رفيق أكيز

يرى القائمقام أن المرحلة المقبلة صعبة للغاية لأنه قرر ذلك، ورأى فيما رأى الرائي من أنطاكية أن هناك انهيارا للوسطاء السياسيين والاجتماعيين، ولعله نسي أن هذا البلد مر من مراحل أصعب، ليس مرحلة “انهيار” للوسطاء السياسيين والاجتماعيين كما يعتقد، ولكن المغرب مر من مرحلة خيانة بعض الوسطاء السياسيين والاجتماعيين، ومع ذلك استطاع أن يجد له مكانة بين منتجي ومصدري البترول وبين الدول التي تعتقد أن لازال لديها يد أو فضل في تقدم هذا البلد.

ويرى القائمقام صاحب فضله ومنته “زعيما” سياسيا، في حين أن مصطلح الزعيم يحيل في الذاكرة الجماعية وتاريخ الانسانية عموما والتاريخ العربي الانساني خصوصا إلى مجموعة من النماذج، فهناك عادل إمام “الزعيم”، عبد الناصر، ستالين، ماو، تشاويسيسكو، هتلر… أما أن يتقدم شخص بصفة تستلزم الوقار وفي قبة البرلمان وأن يصيح في وجه سيدة بلغة دارجة بأن (ديالو كبير) فلا اعتقد أن هذا الشخص يستحق أن يكون زعيما.

لقد أُخرج المركز الاعتباري للمسؤول الأول عن تدبير شؤون الدولة من مقامه الذي يجب أن يكون موسوما بالالتزام وجعله مقامة من مقامات بديع الزمان الهمداني، والمقام في الموسيقى الأندلسية يحكي ايضا عن المجد والوجد وعن تاريخ أصيل لهذا البلد الذي ينفرد فيما ينفرد به بموسيقاه الأندلسية، وينفرد أيضا بقساوة بعض أدعياء الديموقراطية اللذين يمجدونها ويبررون بها “بهلوانية” زعيمهم ويذبحون هذه الديموقراطية قربانا له عندما لا تروق لهم أو حين لا يستطيع زعيمهم ضبط مقاماته.

الزعيم الذي يحتاج إلى الأصوات لمحاربة (هم) ولا نعلم من “هم”، في حين أن عمر ابن الخطاب عندما خرج ليحارب وكان حالما كما زعيمك، خرج ليحارب الفقر، ونحن هنا لا نطلب الله فقط أن يلطف في قضائه ولكن نطلبه أن يعطينا خيرا كثيرا لأننا موقنون أن إجابته خير، ولأنه في قلوبنا ونياتنا خير والله يعلم ما في نياتنا ويعلم ما في نيات (كم) و(هم)، ولكل زعيم نيته.

شاهد أيضاً

“آخر المعجزات” نص مفتوح

عبده حقي أتجول بين كروم الوجود المتشابكة، حيث تتشبث المعجزات بحواف الواقع مثل الندى على …