مسبح الرباط مشروع سوسيو اقتصادي بمعايير دولية

بقلم : وفاء قشبال

في زيارة استطلاعية مهنية، رفقة الإعلامية خيرة اعراب،قادتنا  أول أمس للمسبح الكبير بالرباط،المسبح الأول من نوعه على المستوى الافريقي ككل بمعايير عالمية.

زيارة تأتي بعد هدوء أجواء الصيف الحامية الوطيس،وهدوء فورة القيل و القال والانطباعات الانفعالية للاشخاص، و التي غالبا ما تكون بعيدة كل البعد عن الموضوعية والعقلانية. وبعيدا أيضا عن ثقافة “البوز” التي أصبحت مطلبا مشروعا  حتى وإن كانت الوسيلة هي التشهير و التشويه المجانيين.

توجهنا لمدخل المسبح وسط رجال الشرطة و أعوان الحراسة، كانت الساعة تشير للثانية عشرة زوالا،نزلنا الأدراج باتجاه شباك التذاكر لاقتناء اثنتين مقابل”20 درهما” – قبل الاستطراد في سرد تفاصيل الجولة – أبرز ما سجلته باعتزاز كبير هو تجولنا لأ زيد من 3 ساعات داخل فضاء المسبح بأريحية كبيرة،وفي أجواء هادئة ماتعة، تغري المصطافين بارتياده رفقة أسرهم، خاصة مع توفر جميع المرافق والاحتياجات الضرورية للمرتفقين، نبدأ بالمسبح،  المرفق الرئيسي و المحوري في عملية  الاصطياف، هذا المرفق متاح بأحجام و مقاييس متنوعة تتناسب مع مختلف الفئات العمرية، و الأهم هو امتداد هاته المسابح  على ضفاف الأطلسي في انسجام و تناغم تام مع مياهه. ثم مصحةبأطر طبية،كافيتريا، حمامات و موقف خاص بالسيارات… هذا بالإضافة للتجهيزات الصيفية ( كراسي و شمسيات ) تذكرنا بروعة شواطئ”طايتي” التي تغري مصطافيها. وهنا وللأمانة فقد وقع نظري على اكثر من أجنبي او”غاوري” يستجم بالمسبح الكبير ما يؤكد انه حقا “معلمة “بمقاييس دولية.

أكيد  ليست جمالية الموقع، او التجهيزات او حتى تواجد “لغاوري”.. هو ما يعكس القيمة الوازنة للمشروع لا على المستوى الوطني و لا الدولي – نعم الدولي،ليس من باب المبالغة وانما اعتبارا لتصنيفه في الرتبة الثالثة عالميا و الأولى افريقيا – بل نضيف لما سبق، حرص  ادارة المسبح على توفير كل شروط السلامة و النظافة للمرتفقين  عبر:

تأمين 40 عاملة نظافة و العديد من أعوان الحراسة، ثم معلمتي سباحة للسيدات و ازيد من 100 معلم سباحة اخرين.إلى جانب ممثلين عن وزارة الصحة و تحديدا مصلحة الإنعاش بسيارتها الخاصة بالاسعاف، وعناصر الوقاية المدنية، و القوات المساعدة وأخيرا قوات الامن الوطني التي لابد من الاشادة بالدور الذي لعبته في استتباب الأمن بفضاء المسبح وجنباته، بعد الانفلات الكلي الذي عرفته المرحلة الأولى من افتتاح المسبح الكبير للرباط.

وشخصيا أراه انفلاتا مقبولا،لكون المشروع ككل يعد سابقة على المستوى الوطني فكان من الطبيعي أن يغلب عنصر “الصدمة” على الجميع وتصدر ردود أفعال متنافرة” لا من قبل إدارة المسبح  -بكل اطرافها- ولا من رواد المسبح الذين قدموا من كل حدب و صوب يومي الافتتاح خصوصا(حتى لا نلصق وصمة هذا الانفلات بأبناء يعقوب المنصور تحديدا ) والمعروف أن مرحلة البداية او الانطلاقة لا يعتد بها في تقييم الأمور بل هي مرحلة توطئة ورصد الأخطاء لتصحيحها وحسن تصويبها، وبالتالي مانتمناه اليوم هو الوعي بقيمة هاته “المعلمة” كمتنفس ترفيهي ومكسب مهم بمقاييس دولية،والتي وضعت رهن إشارة أطفال و شباب الأسر المتوسطة (بمقابل لا يتعدى 10دراهم) وهنا افتح قوسا  لاشارككم ما خالجني من شعور – .  كحقوقية ” أتمنى صادقة أن تتكرر هاته التجربة في مدن اخرى -لما لا- وخصوصا الداخلية منها، التي نرى أبناءها يستنجدون بالنافورات – إن وجدت – لاطفاء حر فصل الصيف)

كثيرون هم من حصروا الرؤية السوسيواقتصادية لهذا المشروع في ثمن الدخول ( 10 دراهم للفرد ) و أجمع الجميع على أنه مبلغ في متناول أبناء الطبقة المتوسطة  بل هو ثمن زهيد جدا بالمقارنة مع المعايير الدولية التي تتوفر في هذا المسبح. إنما ما يجهله كثيرون ايضا، أن فضل هاته المعلمة يكمن أساسا في حقيقة لا يعلمها إلا رجال الوقاية المدنية الاقليمية، وهي حقيقة عدم تسجيل اية حالة غرق في هذا الجزء من الأطلسي طيلة الفترة الصيفية لسنة 2019، وهم المعتادون على انتشال جثث الغرقى بالمئات في مثل هاته الفترة من السنوات السابقة، ما يعني بلغة الارقام، انخفاض معدل الوفيات غرقا على المستوى الإقليمي والجهوي، وهنا تتجسد بالفعل -بالنسبة لي فعليا –  المقاربة السوسيو اقتصادية الى جانب المقاربات الوقائية و الترفيهية والاجتماعية…

وبكل اعتزاز بالانتماء لهذا الحي العتيد،  أجدد الدعوة لتظافر الجهود من أجل ديمومة هاته “المعلمة الترفيهية،كمكسب للرباط و زواره من داخل الوطن و خارجه.

شاهد أيضاً

وفاة الفنان المصري مصطفى فهمي بعد صراع مع المرض

كبيطال بريس : أعلنت رسميا، نقابة المهن التمثيلية المصرية، وفاة الفنان مصطفى فهمي في الساعات …